وزير النقل التركي: مستعدون لتكرار تجربة مطار المدينة المنورة في المملكة ">
جدة - عبدالله الدماس:
دعا المشاركون في الجلسة العلمية الأولى لمنتدى جدة الاقتصادي أمس، إلى ضرورة تنويع مصادر الدخل في مواجهة التحديات العالمية الجديدة والتراجع المخيف لأسعار النفط، مشيرين إلى ضرورة الاستفادة من التجارب الإقليمية والعالمية التي حققت نجاحاً كبيراً في الاعتماد على مصادر دخل غير نفطية.
واستعرضت الجلسة، التي ركزت على آفاق الاقتصاد العالمي وتأثيره على السعودية وأدارها عمرو خاشقجي نائب الرئيس للموارد البشرية وشؤون مجموعة شركات الزاهد، تجارب من المكسيك ومنغوليا، إضافة إلى تجربة دبي التي استعرضها رئيس غرفتها التجارية، فيما قدم الخبير الاقتصادي الدكتور إبراهيم الغليقة ورقة عمل عن الإدارة العامية للسياسات المالية والاقتصاد الكلي.وأكد ماجد سيف الغرير رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة و صناعة دبي، أن بلاده ستحقق رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات بالاحتفال بتصدير آخر برميل نفط بعد 20 عاماً من الآن، وقال: نحاول التقليل من الاعتماد على البترول، ونجحنا في أن نجعل ثلثي اقتصاد دبي يعتمد على السياحة والتجارة، حيث نسعى إلى توفير البيئة المناسبة تجارياً وصناعياً ونعتبر نموذجاً رائعاً للمشاركة الفاعلة والناجحة بين القطاعين العام والخاص. ولفت إلى أن دبي طورت مصادر السياحة وقامت ببناء المطارات والطرق والمشاريع العملاقة مع تسهيل الدخول وتنويع الخدمات، وباتت تستقبل 14 مليون سائح سنوياً لتصبح من أنجح المدن على صعيد العالم في هذا القطاع، وأصبحت التجربة عنواناً لجميع دول العالم في جذب الاستثمارات، بعد أن نجحت في تعديل وتسهيل التشريعات، وخلق البيئة الاستثمارية والتشريعية الجاذبة للاستثمارات العالمية، حيث تعمل حكومة دبي من خلال رؤيا واضحة ومتزنة لجذب الاستثمارات، بحيث أصبح اعتمادها على البترول لا يتجاوز 5 بالمائة، وهي تعمل على أن يصل إلى نسبة الصفر.من جانب آخر، أعلن بينالي يلدريم وزير النقل والشؤون البحرية والاتصالات التركي استعداد بلاده لتكرار تجربة مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة الذي يعد أول مطار سعودي يتم بناؤه وتشغيله بالكامل عن طريق القطاع الخاص، وفق أسلوب البناء وإعادة الملكية والتشغيل (حق الانتفاع). وقال: نعمل في تركيا على بناء 8 مطارات بطريقة حق الانتفاع، بنفس الطريقة التي أنشأ بها مطار المدينة المنورة الذي نفذته شركة تركية، على مساحة 153 ألف متر مربع، ويمثل تجربة فريدة في السعودية، ويعد معلماً حضارياً ومثالاً يجسد الشراكة الفعالة والناجحة بين القطاعين الحكومي والخاص، ونحن سعداء أن نشارك تجاربنا وخبراتنا مع المملكة، وأن نتعاون أكثر في العديد من المشاريع، ونحن نعلم أن السعودية لديها الكثير من المطارات تحت الإنشاء، وسنكون سعداء أن نعمل سويالتحقيق النجاح المأمول لهذه المشاريع.
ولفت يلدريم إلى أن هناك مشروعات مهمة في قطاع الطيران تعمل جميعها بحق الانتفاع في بلاده، وتحقق ربحاً للحكومة يصل إلى 25 مليار يورو، كما أن مشاريع حق الانتفاع لا تنحصر في المطارات والملاحة لكنها موجودة أيضاً في القطاعات والطرق السريعة.
أما فريد هوشبرج رئيس بنك التصدير والاستيراد الأمريكي، فقد دعا المؤسسات والشركات السعودية إلى استثمار فرص التمويل التي يقدمها البنك بأسعار تنافسية حول العالم، مؤكدا أن استثماراتهم بالمملكة تجاوزت 6 مليارات ريال، وأنهم جاهزون للتعاون مع مختلف القطاعات الاقتصادية. وأشار إلى أن بنك الاستيراد والتصدير نجح في تطوير العلاقة مع مختلف عملائه حول العالم، ومن الأمثلة الحديثة التي نعتز بها برنامج «صدارة» المقام في مدينة الجبيل والذي يعد من أبرز المبادرات العالمية، والذي تم إنشاؤه بتمويل البنك ويعد أكبر مشروع قمنا به خلال الـ 80 عاما الأخيرة وسيوفر 4 آلاف وظيفة، وهذا البرنامج يمثل مستقبل السعودية حيث يركز على الطاقة والبنية التحتية، ويقدم منتجات مطلوبة في أمريكا وآسيا وإفريقيا ودول الشرق الأوسط.