عبدالله بن حمد الحقيل ">
للوقف في الشريعة الإسلامية معان قيّمة ومقاصد سامية وللوقف دوره البارز في بناء المجتمع وتنميته المستدامة في مختلف مناحي الحياة.والوقف هو تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة وفي الوقف تحقيق لأهداف اجتماعية واسعة وأغراض خيرية شاملة وهو من أهم القرب التي يُتقرَّب بها إلى الله.
وللوقف فوائد جليلة على مستوى الفرد والجماعة والأمة، والوقف صورة مشرقة في تاريخ الحضارة الإسلامية ويجب أن يكون له الأثر الفاعل والدور الإيجابي بما يعود بالخير والفائدة.. والاستثمارات الوقفية لها دور في تنمية الأوقاف، فالوقف هو أحد أهم روافد التمويل للمشاريع الخيرية والاجتماعية والإنسانية والمصالح العامة. ولقد أسهم الوقف الإسلامي عبر عصور التاريخ في علاج كثير من القضايا المالية والاقتصادية، وكم نحن في حاجة إلى إحياء ثقافة الوقف والتوعية بأعمال الوقف للقيام بالأعمال الخيرية والاجتماعية في المجتمع، وتطوير أحكام الوقف بما يتفق مع تطورات العصر.
ولا شك أن أوقاف جامعة الملك سعود ريادة وثقافة في العمل الخيري وهي من أهم البرامج التي ابتكرتها وتبنتها الجامعة في وثبتها التطويرية، وفي تاريخنا الإسلامي صور رائعة مضيئة توضح لنا مكانة الوقف وأثره في دعم التنمية والعمل الخيري - ومن يستعرض التاريخ الإسلامي يجد أيدي الأوقاف قد شملت جميع مناحي الحياة وأسهمت في خدمة الإنسان في شتى جوانب الحياة ومجالات الخير والتنمية وتاريخنا الإسلامي مليء بالشواهد المضيئة في هذا الجانب.
إن علينا أن نعمل على نشر ثقافة الوقف والعمل على التعريف به وإحياء سنّة الوقف وتسهيل إجراءاته وإجازته والعمل نحو إستراتيجية تكاملية للنهوض بذلك من جميع والجوانب والتوعية من خلال وسائل الإعلام والمناهج الدراسية في المدارس والجامعات والمحاضرات والندوات، حقق الله الآمال.