تعليقاً على ما نشرته صحيفة الجزيرة حول الاحتفال بيوم الصحافة العالمي فأخلاقيات الصحافة مفهوم راسخ متعارف عليه في الأدبيات الصحفية والإعلامية منذ نحو قرن من الزمان، واعتبر الباحثون هذا المفهوم من أهم الأسس التي تقوم عليها نظرية المسؤولية الاجتماعية، وليست تلك الآداب والأخلاقيات المهنية بمثابة حكم قضائي، وهي لا ترقى إلى منزلة التشريع القانوني، بل هي في الضمير الجمعي للعاملين في الوسط الصحفي والإعلامي تمثل خلاصة التطور والإجماع الذي تبلور عبر عقود طويلة في تاريخ الصحافة، وأصبح مفهوماً أن هذه الأخلاقيات التي صيغت في مواثيق، تقضي بأن يظل أمر الاحترام لها أدبياً، ويصل إلى حد الإلزام الطوعي والاختياري.
وأخلاقيات المهنة الصحفية هي مجموعة القواعد والواجبات التي يجب أن يلتزم بها الصحافي أثناء أدائه لمهامه، أو بعبارة أخرى هي تلك المعايير التي تقود الصحفي للقيام بعمل جديد يجد استحساناً عند الجمهور، كما أنها أيضاً جملة المبادئ الأخلاقية الواجب على الصحفي الالتزام بها بشكل إرادي في أدائه لمهامه، كمعايير سلوكية تقوده إلى إنتاج عمل ينال به استحسان الرأي العام.
وفي ظل التطور المتسارع في تكنولوجيا الاتصال وعصر المعلومات السريع، فإن المؤسسات الصحفية والإعلامية أصبحت تواجه في الممارسة اليومية للمهنة العديد من المشكلات الأخلاقية، يغذيها التسابق المحموم والتنافس الحاد فيما بينها للوصول إلى السبق الصحافي، والفوز بثقة ودولارات وريالات المعلنين، وابتعدت عن أهم أدوارها وهو خدمة المجتمع، وانعكس ذلك سلباً على المصداقية المهنية في شقيها الإخباري والمعلوماتي، وخاصة في دقة المعلومة وأمانة نقلها بمضمونها الصحيح دون تحريف أو زيادة أو نقصان.
إن الحاجة ملحة لتضافر جهود كافة ذوي الصلة من مؤسسات صحفية أو إعلامية رسمية وأهلية، للارتقاء بمضمون الرسالة الإعلامية، واحترام قواعد المهنية والتخصص، وتنقية الوسط الصحفي والإعلامي من الدخلاء والهواة، ليصبح الأداء المهني متبعاً القواعد والأصول والأدبيات والأخلاق.
نجوى الأحمد - جامعة الأميرة نورا