سعد العصيمي
الاهتمام والاستمرارية هما عنوان التميز والنجاح أن تهتم يعني أن تستثمر من وقتك وجهدك ومالك، أن تكون حريصاً وتراقب تحسن نوعية الأداء، وإذا تعطل أو فسد عنصر تتخلص منه لرغبتك بإبقاء البيئة منتجة وتقضي عليه بكتمان دون تشويش ونشر غسيل، فجمال الثوب رقعته منه وفيه..!
فالاهتمام هو ما تميز به نادي الهلال منذ البدء وغرس روح الانتماء والفخر بكونك أحد أعضاءه أو لاعبيه هذا بحد ذاته كفيل على الإصرار لتحقيق المجد وصناعة البطولات ومن هنا وهكذا نجد الهلال هو كبير وزعيم الأندية المحلية في المملكة العربية السعودية كما هي أندية برشلونة ونابولي ومانشستر يونايتد والعين والسد والنادي الأهلي المصري والقادسية الكويتي في بلدانهم والهلال ناد كبير وبطل وبجدارة وبلغة الأرقام عزز تفوقه وزعامته فبعد حصوله على كأس ولي العهد الأمير محمد بن نايف ليرفع رصيده إلى 57 بطولة وهذا الإنجاز لم يأت من فراغ أو بضربة حظ أو بالصدفة وإنما نتيجة عمل مؤسساتي ودؤوب ومتواصل من قبل كل إداراته منذ التأسيس حتى الآن، فكل إدارة تتولى زمام أمور النادي تكمل ما بدأته الإدارة التي سبقتها في تناغم منسجم لا يوجد في أي ناد محلي آخر إلا في الهلال مع وقفة شرفية صادقة من رجال التزموا بقديم الدعم المالي السخي وبالطبع مع دعم معنوي جماهيري هائل من محبي وعشاق الأزرق، وقد يقول قائل إن ثمة أندية محلية تحصل على دعم جماهيري مثلها الهلال وربما مرات تتفوق ومع هذا لم يتسنى أن تحقق أو تصل حتى إلى نصف عدد بطولات ناد الهلال.
المسألة يا سادة ليست كذلك السر يمكن في العنصر البشري في حب وإخلاص وصدق ومهنية رجالات الهلال فليس صحيحاً أن الفوز الهلالي جاء بسبب مباغتة المدرب اليوناني «جورجوس دونيس» فريق النادي الأهلي بخطة فنية هجومية بتكثيف خط الوسط بـ5 لاعبين رغم أهمية ذلك فنيا كما قال المحللون والنقاد الرياضيون.. لا.. ليس هذا الجانب هو السبب في حسم اللقاء والتتويج بالكأس بل أن أفراد الفريق لديهم ثقافة الفوز المتوارث وروح الانتماء جيلا بعد جيل، مما جعل الفريق قويا وبطلا مرعبا للخصوم والمنافسين لذا دائماً يحسم المباريات الكبيرة ويتوج بالبطولات هذا هو الذي جعل منه ناد كبير بإنجازاته وببطولاته التي سوف تتوالى، (وتبطي) كافة الأندية المحلية مع احترامي لها أن تصل إلى ما وصل إليه الزعيم الأزرق وسوف يظل يغرد وحيدا على القمة إلى ما شاء الله فمن الصعوبة بمكان أن توفر كرجال الهلال الذين صنعوا بيئة متعاونة متكاتفة قلوبهم على بعض منهجيتهم الإخلاص والأمانة في العمل بصمت وهدوء وتخطيط وفق إستراتيجية إيجابية بعيدة الأمد بما يخدم فريق الهلال ليظل دائماً على القمة.