جاسر عبدالعزيز الجاسر
جاء قرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الست مجتمعة بتصنيف حزب حسن نصر الله (حزب الله) جماعةً إرهابيةً، خادماً ومسانداً للجهود التي يبذلها اللبنانيون الشرفاء لتحرير بلادهم من سطوة هذه الجماعة الإرهابية التي رهنت لبنان بأجمعه لصالح الأطماع الإيرانية.
القرار يكتسب أهمية بإجماع دول الخليج العربية الست، ففي السابق كانت المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة قد صنفت الحزب منظمةً إرهابيةً، واتخذت إجراءات ضد أعضائه العاملين في الدول الثلاث، وحاصرت الشركات التجارية والإعلامية المرتبطة به، وانضمام دول الكويت وقطر وسلطنة عمان سيضيِّق حلقة الحصار حول هذه المنظمة الإرهابية في منطقة الخليج العربية.
كما أن إجماع الدول الخليجية الست على هذا القرار سيشكِّل ضغطاً على الدول العربية لتطبيق قرار مماثل يعزز قرار وزراء الداخلية العرب الذين اتخذوا قرار دول مجلس التعاون نفسه، وإن جاء تحفظ العراق ولبنان ليؤكد أنهما ما زالتا لا تملكان الإرادة الحرة للقرار السياسي الذي يخدم مصالحهما، ولبنان بالذات هو الأكثر استفادة من فضح هذا الحزب الذي اختطف الدولة اللبنانية، فإضافة إلى عرقلته انتخاب رئيس للدولة، وتدميره للمؤسسات الرسمية بما فيها الحكومية التي لا يزال بعض أعضائها يستغلونها كمنبر للتهجم على الدول العربية التي ساعدت لبنان على النهوض بل وحتى البقاء، وقد أدت أعمال وتحالفات هذا الحزب الإرهابي إلى شلِّ عمل الحكومة، فمن خلال تحالفاته مع وزراء التيار العوني وحركة أمل جعل الوزراء الآخرين يتحاشون الاصطدام به خوفاً من إسقاط الحكومة لتصبح عاجزة عن أداء دورها المأمول داخل لبنان وخارجها، والدول التي تتعامل مع هذه الحكومة لا يهمها أن تظل الحكومة أسيرة التوافقات والخضوع للإرهاب السياسي الذي يمارسه حزب حسن نصر الله وحلفاؤه، إذ إن الدول لا تقايض مصالحها القومية والسيادية بإرضاء القوى التي تمارس الإجرام والإرهاب فتستجيب لتهديداتها وتخضع لما تريد خدمة لمصالح دولة طامعة في المنطقة، ولذلك فإن موالاة حزب حسن نصر الله وحمايته من القرارات العربية لا تضر لبنان في علاقاته مع الدول العربية فحسب بل تتسبب أيضاً في حرمان لبنان من مساعدته من التخلص من هيمنة وجبروت هذه المنظمة الإرهابية.
عموماً محاصرة إرهاب حزب حسن نصر الله سوف تستمر ولا تقتصر على القضاء عليه في دول الخليج العربية ولا في المنطقة العربية فقط، بل يتعدى ذلك إلى العالم الإسلامي، فدول الخليج العربية ستسعى إلى تصعيد الأمر إلى مستوى جامعة الدول العربية ومستوى منظمة المؤتمر الإسلامي والمستوى الدولي.
ومعنى هذا توسيع دائرة الخناق والتضييق والمطاردة لكل من يتعامل مع هذا الحزب الإرهابي في لبنان وخارج لبنان، وسوف تتضافر جهود دول الخليج العربية مع الدول التي سبقت وأن صنفته كمنظمة إرهابية كالولايات المتحدة الأمريكية، وسوف يشجع هذا الاتحاد الأوروبي على تجديد مطالبته بوضع الحزب على قائمة الإرهاب التي تجمدت بعد تردد بعض الدول الأوروبية خوفاً على مصالحها من إيذاء الحزب وخلاياه النائمة في أوروبا.
والآن سوف تدفع خطوات دول الخليج العربية والخطوات القادمة للعرب والدول الإسلامية والتي بدأت نذرها تهب على الإرهابيين على أن يخطو الأوروبيون خطوات متوافقة مع ما اتخذه الخليجيون والعرب والمسلمون والأمريكيون لتضييق الدائرة على الإرهابيين في لبنان مما يحرر اللبنانيين من إرهابهم وطغيانهم الذي فاق كل حد.