د. العيسى: تصدّر مخصصات قطاع التعليم والتدريب والقوى العاملة الميزانية يُجسد اهتمام القيادة ببناء الإنسان ">
الجزيرة - واس:
توّج معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى أمس الفائزين والفائزات بجوائز الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع 2016» في الحفل الختامي، بحضور معالي الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» الدكتور خالد بن عبدالله السبتي وكبار مسؤولي وزارة التعليم و»موهبة»، وأولياء أمور الطلاب والطالبات والمهتمين.
كرّم معالي وزير التعليم (30) طالباً وطالبة (15 طالباً و15 طالبة)، حصدوا جوائز الأولمبياد الذي تنظمه وزارة التعليم و«موهبة» سنوياً، وتنافس عليه 120 مشروعاً علمياً؛ (60 مشروعاً للطلاب ومثلها للطالبات)، في 19 مجالاً علمياً متنوعاً، إضافة إلى تسليم 28 جائزة خاصة قدمتها مؤسسة تكافل الخيرية، وبرنامج بادر لحاضنات التقنية، وشركة أكسون موبيل، وشركة إنتل السعودية، وشركة وادي الظهران، ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة (معرض مشكاة).
وقال معالي وزير التعليم في كلمته: «التقينا اليوم في أمسية من أمسيات الإبداع لوطن يدرك أهمية بناء الإنسان وإعداده، ويسعى لها بكل جهد ممكن، ويؤكد قادته -حفظهم الله- أن أي حراك تنموي حقيقي لا بد أن يعتمد في الأساس على الإنسان الذي يتمثَّل القيم، ويمتلك المعرفة، ويتقن المهارة، ويؤكدون أن التعليم النوعي هو عدتنا في عالم متسارع يواجه الكثير من المتغيرات الاجتماعية والكثير من التحديات الاقتصادية والثقافية والسياسية؛ من أجل ذلك فلا عجب ولا غرابة أن تتصدر -بحمد الله وتوفيقه- مخصصات قطاع التعليم والتدريب والقوى العاملة، الميزانية العامة للدولة بشكل سنوي». وأضاف «حين يُولي الوطن، بدءاً من قائد مسيرته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله-، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- أبناءهم الموهوبين والموهوبات كل عناية ودعم وتشجيع، فإن ذلك يمثل امتداداً قويماً لنهجٍ وطني اختطته المملكة لنفسها منذ عهد الملك المؤسس -رحمه الله- في العناية بالعلم وتشجيعه ونشره، وفي رعاية النابهين من الطلاب والعلماء والقادة، وتبنيهم ومدهم بكل عون ومساعدة ممكنة». وأكد الدكتور العيسى أن العناية بالموهوبين ترتكز على الثقة بأبناء الوطن بوصفهم عماد نهضته، وحاملي رايته، وممهدي طريقها إلى المسيرة التنموية الشاملة والمستدامة، بل هم الركيزة الأساس للتنمية والنهوض بالوطن وإعلاء شأنه، وهم -بإذن الله وتوفيقه- رواد قاطرة التحول الوطني التي نأمل أن تقلنا جميعاً إلى المكانة المستحقة وإلى المنافسة الدولية معرفة وإنتاجاً.
وحث وزير التعليم الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات وقادة التعليم لاستنهاض العقول وتحرير الطاقات الكامنة وإعداد السواعد المنتجة، واستحضار المكانة الحضارية للمملكة، وأهمية رفع اسمها وعلمها عالياً في كل المجالات والميادين بالأفعال والإبداع وبالسواعد والقلوب المليئة بحب الله، ثم بحب هذا الوطن وقادته والتشرف بخدمته. وشدد الدكتور العيسى على أن الأمانة والمسؤولية الوطنية، تحتم على الجميع تجديد العهد ببذل كل جهد ممكن للارتقاء بالمهام التعليمية والتربوية، والانفتاح الواعي على العصر ومعطياته التطويرية، والانتفاع بها فيما يحقق الخير والنماء، مؤكداً أن الشراكة المميزة والفاعلة بين وزارة التعليم ومؤسسة «موهبة»، لخدمة الموهوبين والموهوبات، تجسد أحد الجهود المباركة للدولة في الارتقاء بمجتمع الموهبة والإبداع في الوطن الغالي ودعم اقتصاده المعرفي، وتوفير بيئة جاذبة ومحفزة للإبداع، لافتاً إلى أن هذه الشراكة وصلت إلى مراحل متقدمة، وهو ما يعكسه الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع 2016» الذي تنظمه الوزارة و«موهبة» كل عام، ويضم نخبة من أبناء الوطن وذخيرته، تقدم مشروعات مبدعة ومتميزة، تعكس ثراء الوطن من رأس المال البشري، وقدرة أبنائه على التألق والتميز.
وقال معالي وزير التعليم في رسالة وجهها لأبنائه وبناته الطلاب «إن العظماء وأصحاب الإنجازات العظيمة النافعة، بدأوا بمثل هذه المشروعات التي بدأتم بها، وتميزوا بالتركيز على أهدافهم واشتغلوا بها حتى في خيالهم وأحلامهم.
ودعا معاليه المبدعين والمبدعات للتركيز على أهدافهم بطريقتهم، والتسلح بالعزيمة الصادقة لتحقيق الهدف، وقدّم التهنئة للفائزين والفائزات في إبداع 2016، ولمدارسهم ومعلميهم، كما حيّا أسرهم الداعمة والمحفزة، مؤكداً أن الجميع فائز، ويظل الفائز الأكبر هو الوطن الذي يسعده كثيراً نجاحهم وإبداعهم. وقدّم وزير التعليم شكره وتقديره لكل المشاركين في أولمبياد «إبداع 2016» من منظمين ومسؤولين ومعلمين ومدربين ومحكمين، داعياً للجميع بمزيد من النجاحات والإبداعات لرفعة الوطن ورقيه. وكان معالي وزير التعليم قبيل الحفل الختامي قد قام بجولة في معرض الطلاب والطالبات بمرافقة معالي الأمين العام لـ«موهبة» ، اطلع خلالها على المشروعات المشاركة واستمع لشرح مفصل عن مجالاتها وأهدافها، وبارك للمتأهلين هذا النجاح، مبدياً سعادته بتألق الطلاب والطالبات، متمنياً لهم مواصلة الإبداع عالمياً. ويؤهل الأولمبياد الفائزين والفائزات لتمثيل المملكة في معارض ومسابقات عدة رائدة على المستويين الدولي والإقليمي، وانطلقت تصفياته النهائية الخميس الماضي في مركز المؤتمرات في جامعة الأميرة نورة لمدة ثلاثة أيام، بمشاركة 148 طالباً وطالبة (74 طالباً، ومثلهم من الطالبات) تحت رعاية معالي وزير التعليم. وتنوّعت مجالات أولمبياد «إبداع 2016»، ما بين الأنظمة المدمجة ونظم البرمجيات، والروبوت والأجهزة الذكية، والرياضيات، والطاقة الكيميائية، والطب الحيوي، والعلوم الصحية، والعلوم الاجتماعية والسلوكية، والفيزياء، والفلك، والكيمياء، والهندسة البيئية والميكانيكية، وعلوم الأحياء الخلوية والجزيئية والدقيقة، وعلوم الحيوان والمواد والأرض والبيئة والنبات.