د.عبدالعزيز الجار الله
إذا أعدنا قراءة الخطة الخمسية الأولى عام 1970 - 1974م للمملكة، نجدها مشابهة وليست مطابقة للخطة الخمسية العاشرة 2016 - 2020م، رغم أنّ الخطط (1 - 9 ) حققت إنجازات تنموية نقلت بلادنا من دولة نامية تقليدية النمط والسلوك الاقتصادي والمعماري إلى دولة حديثة تنتمي حضارياً إلى المدن الأكثر حداثة، تمت نقلة حضارية جعلتنا في مصاف الدول ذات الطراز الحديث والسمة العصرية، دولة أعادت بناء نفسها من الداخل ومزجت عدة طرز عمرانية لتصنّف مدنها بالأحدث عالمياً، لكن هذه الإنجازات لا تعنى أننا حققنا جملة الأهداف خلال النصف القرن الماضي، فالمرتكزات الأساسية للخطة الأولى وما بعدها تتشابه إلا ببعض التغيرات في الصيغة والمعطيات، فالخطط الأولى تركز في أهدافها القصيرة على:
النمو الاقتصادي المتوازن للمناطق.
تنمية موارد البلاد، تنويع الاقتصاد الوطني.
تنمية الموارد البشرية عن طريق التعليم والتدريب.
تقليل الاعتماد على النفط كمورد أساسي للدخل.
رفع المستوى الصحي.
تطوير المرافئ والمطارات والطرق.
تشجيع إنشاء الصناعات الخفيفة.
إقامة المشاريع المشتركة مع الشركات الأجنبية.
نقل التقنية من الدول الصناعية لدعم اقتصاد المعرفة في الداخل.
هذه مجموعة من الأهداف بعضها يُعد من البنية الأساسية ويعود للخطط الأولى للمملكة، وبعضها قد تحقق بل فاقت الإنجازات سقف وتوقعات الخطة، لكن الثابت أن خططنا الخمسية تواجه ظروفاً اقتصادية صعبة، ليس في متغيرات الاقتصاد العالمي من انهيارات أو بسبب طول الدورات الاقتصادية، إنما بسبب الحروب التي فرضت على بلادنا وأثّرت مالياً على اقتصادنا وخططنا ومنها :
حرب العرب ضد إسرائيل عام 1973م.
الحرب العراقية الإيرانية عام 1980م لمدة ( 8 ) سنوات.
احتلال الكويت عام 1990 م.
تحرير الكويت عام 1991م.
الحرب على الإرهاب عام 2003م.
الحرب السعودية الحوثية - صعدة - عام 2009.
الربيع العربي وتداعياته العسكرية والمالية عام 2010م.
حرب التحالف العربي في اليمن - عاصفة الحزم - عام 2015م.
حرب التحالف الإسلامي ضد داعش عام 2015م.
بلا شك أنّ أي منطقة من مناطق العالم وليس دولة تعيش وسط حروب شبه ممنهجة كل خمس أو عشر سنوات، تدخل المنطقة في حروب كبيرة - بلا شك - لا تستطيع التنمية، وهذا يؤكد أنّ المنطقة العربية لن تتعافى إلا بوقف الحروب والدخول في برامج التنمية.