فهد بن جليد
أشهر حلاق عربي ألف (7 كتب) تلخص تجارب ثرثرته مع (زبائنه) وحياتهم، كثيرون يدفعهم الفضول لمعرفة الأسرار والتجارب الحياتية ليشتروا هذه الكتب، السؤال الأهم: هل أعطيت أسرارك يوماً ما (لحلاق)؟ ربما ستراها نهاية الأسبوع في معرض الرياض الدولي للكتاب؟!.
(شو هالبشرة ياخيّ؟ أمتين صنفرة وجّاك آخر مرة؟ الجّو عنكن بيعدم الوجّ الله وكيلك)، (صحيح أنتا مزوّج ولا أعزب)؟ ما سبق مشروع عربي لشفط (جيب زبون) عند حلاق بدرجة (خبير بشرة) الله حيو.
في مجتمعنا يحترف هؤلاء إحراج (الزبون السعودي) لعلمهم بطبيعة المجتمع وخجل معظم أفراده، يساعدهم في ذلك غياب الرقابة، ستجد نفسك مُمدداً على سرير (أخصائي بشرة)، أو (خبير مساج) بدلاً من (كرسي حلاق) وفي النهاية يسألك (شو قهوتك معلم)؟!.
لا أحد يعترض في الغالب على هذه الخدمات الإضافية (مدفوعة الأجر)، لأنك ستُصبح (زبونا) غير مرحب به في المرة القادمة، مُعظمنا (فاقٍ خشته) أملاً في أن تُغيرهذه الكريمات من الواقع شيئاً، بينما الحقيقة أنها (حيلة) بيع الأوهام بالكريمات، على طريقة ما يتم في ( مشاغل التجميل)!.
تتجنب الحلاق العربي لكثرة (ثرثرته) في السياسة والخصوصيات - يذكرك (بسائق التاكسي السعودي) سابقاً - لتجد نفسك أمام ( ثرثار ) من نوع آخر، الحلاقة هنا تتطلب تغطية الوجه (بالعسل) مع البخار، والضغط باليد ثم الرفع أكثر من مرة، وقبل أن تفتح عينيك، يُباغتك بسؤال من نوع: بتعرف حدا في (الجوازات)؟ بدي جيب عائلتي هون، صار لي زمان ماسافرت ع (تركيا)، حتى هؤلاء نسوا طريقة كلامهم الطبيعية، وتقمصوا شخصيات (الدبلجة التليفزيونية) لعلمهم بتأثيرها علينا ؟!.
الحلاقة باتت جزءا من (شخصية شعوب المنطقة)، فإما أن تقبل بها بكل صورها وثرثرتها، أو أن تعتمد على نفسك وتتعلم (الحلاقة الصامتة) التي تناسبك!.
وعلى دروب الخير نلتقي.