مؤسسة الشارقة للفنون تطلق هذا الأسبوع الدورة التاسعة للقاء مارس ومشروع (وقت خارج الزمن) ">
الشارقة - محمد المنيف:
في إطار سعي مؤسسة الشارقة للفنون إلى تطوير وفتح آفاق جديدة لمجالات الفن المختلفة، وتفعيل الحراك الفني على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، تستعد المؤسسة لإطلاق الدورة التاسعة من لقاء مارس السنوي تحت عنوان «لقاء مارس 2016: التعليم، التفاعل والمشاركة» بتاريخ 12 و13 مارس، في حدثٍ يجمع بين الفنانين والعاملين في القطاع الفني، فضلاً عن المؤسسات المعنية بممارسات وإنتاج الفنون على الصعيدين الدولي والإقليمي. ويهدف اللقاء لاستكشاف القضايا والمبادرات التي تحيط بهذا العمل في سلسلة من برامج المحادثات الرئيسية، ودراسة الحالات، وحلقات النقاش، إضافة إلى المحادثات غير الرسمية التي يتم تبادلها خلال يومي انعقاد اللقاء. وسيتضمن اللقاء افتتاح معارض وعروض للأداء وبرامج حوارية، تأتي جميعها في إطار «برنامج الربيع» الذي يستمر حتى يونيو المقبل.
وسينظر لقاء مارس 2016 في الكيفية التي قامت من خلالها المؤسسات والمبادرات والقيّمون والفنانون بإعطاء الأولوية على نحو متزايد لعلاقاتهم مع الجماهير والمجتمعات المحلية، من خلال الرؤية السائدة حول أفكار التعليم والتفاعُل والمشاركة، بدلاً من افتراض استحواذ هذه المصطلحات على معانٍ منصوصة أو عملها وفقاً لبروتوكولات أو ممارسات تمّ اختبارها.
ويأتي لقاء مارس 2016 نتاجاً لعدد من التساؤلات الجاهدة لكسر قاعدة الروتين، واختبار افتراضات أولية مغايرة. وتدور هذه التساؤلات حول مدى تأثير المقاييس المؤسسية على قدرة التفاعل، وصدى تحول التفاعل من مفهومه الحالي إلى مفهوم أوسع على الممارسات الفنية المختلفة، وكيف تطوّرت الاحتياجات المؤسسية واحتياجات البنية التحتية إقليمياً ودولياً منذ لقاء مارس الأول في عام 2008، مروراً بالمبادرات المتنقّلة، وانتهاء بالبيناليات. أسئلة سيخضع محتواها للعديد من النقاشات الجادة بين مجموعة من المتخصصين والعاملين في قطاع الفنون البصرية وممارسي الفن حول العالم.
ويتضمن برنامج مارس عدداً من الندوات، منها استعراض الفنانين أوريل بارتيليمي وتارو شينودا «تقنية بث الانعكاس القمري» في عرض أداء مشترك في صحراء الشارقة بتاريخ 11 مارس، وهو عرض أداء، تم تطويره خلال محادثات بينالي الشارقة 12. يليه افتتاح معارض عدة في 12 مارس عقب انتهاء جلسة لقاء مارس، ومن ضمنها معارض للفنانين: سيمون فتّال وجوانا حاجي توما وخليل جريج (إنتاج مشترك) مع جو دي بويم، باريس، ومؤسسة الشارقة للفنون، وهاوس دير كونست، ميونيخ، وآيفام، فالينسيا، وفريدة لاشايي (وقت خارج الزمن)، بتكليف من مجمع الثقافة الآسيوية، مسرح الفنون الآسيوية، ومؤسسة الشارقة للفنون.
وتتضمن قائمة المتحدثين: أحمد العطار، زوي بوت، سوزانا تشونغ، آنا كاتلر، ريم فضّة، ساندي هلال، رياس كومو، ريك لوي، باتريك موديكيريزا، براتيك راجا، تينا شيرويل، عليا سواستيكا، سالي تالانت، كلير تانكونس، كريستين طعمة ويليام ويلز.
«وقت خارج الزمن» يتنقل بين الأزمنة
من جانب آخر، يتم الاستعداد لإطلاق «وقت خارج الزمن» يوم السبت المقبل الموافق 12 مارس في تمام السادسة مساءً في المباني الفنية لمؤسسة الشارقة للفنون بمنطقة المريجة، ضمن فعاليات أسبوع لقاء مارس 2016.
تخطى مشروع «وقت خارج الزمن» حدود الزمان والمكان في قفزات بين أمكنة وأزمنة مختلفة عدة، وبين القواعد التي حكمت - وما زالت تحكم - الأفكار، مستلهماً مقولة الفيلسوف الصوفي ابن عربي «الزمان مكان سائل.. والمكان زمان متجمد». المشروع من تقييم طارق أبو الفتوح، وبتكليف من مجمع الثقافة الآسيوية - مسرح الفنون الآسيوية (اي سي سي)، ومؤسسة الشارقة للفنون. ويأتي «وقت خارج الزمن» إلى الشارقة مقترحاً تنقلات جديدة بين أحداث فنية عبر الزمن بين الماضي والحاضر والمستقبل؛ إذ سيقدم المشروع معرضاً يضم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، و»مؤتمر خط الاستواء»، إضافة إلى غرفة القراءة، عروض أفلام، محادثات فنية، عروض أداء، غرفة أرشيف وإصدار لكتاب خاص بالمعرض من جزءين، شاركت في تحريره آلاء يونس.
وستستمر الفعاليات المصاحبة لافتتاح المعرض من 12 إلى 15 مارس.
وفي هذا السياق علق طارق أبو الفتوح قيّم المشروع: «وقت خارج الزمن هو مشروع مستمر، يتبنى استراتيجيات مكانية زمانية مستوحاة من فكرة أن الزمن مكان سائل والمكان زمن متجمد، وهو مفهوم طرح مقدماته المتصوف الأندلسي الفيلسوف ابن عربي. المشروع اختبار لارتباك الظروف والمواقع، ويحرك تظاهرات الفنون الماضية والمستقبلية عبر الأزمنة والمدن». وأضاف بأن معرض وقت خارج الزمن يستدعي «معرض السنتين العربي الأول»، الذي أُقيم في بغداد عام 1974، ومعرض «فن الطليعة الصيني» في بكين عام 1989، و»مؤتمر خط الاستواء» عام 2022 في جوجاكارتا، لإعادة تفعيل معرضين محوريين، حدثا في لحظات تحول جذرية في التاريخ، إضافة إلى تفعيل آخر مستقبلي.
لا يهدف المشروع إلى إعادة رسم خارطة الماضي، بل ينشد تقديم أعمال فنية معاصرة في مواجهة خلفيات متداخلة مشحونة بحركات سياسية واجتماعية وفنية. فالواقع الذي نعيشه جميعاً يتضمن التاريخ كجزء جوهري من مكوناته. لكن التاريخ منظور إليه بعيون الحاضر، الذي ليس بدوره سوى استمرارية للماضي، وانقطاع عنه في الوقت نفسه. سيتضمن المعرض أعمالاً معاصرة للفنانين: زينب الهاشمي، بسمة الشريف، هشام بن هود، على شرّي، لانزا كرايست، تشاو فى، هو تزونيان، ميرو كويزومي، مها مأمون، باسم مجدي، رضوان مريزيجا، خليل رباح، كيوهي ساكاغوتشي، تيتا سالينا، وائل شوقي، كونراد سمولينسكي، سونغ تا، جلال توفيق، مارك تيه، ألكسندرا واليسزووينسكا ورائد ياسين.
يحتوي برنامج غرفة القراءة، التي ستكون متاحة للجمهور على مدى ثلاثة أشهر، المنظَّم من قِبل مروة أرسانيوس وسامر فرنجية، على مجموعة من الكتب التي تقدم موضوعات ذات صلة بمشروع «وقت خارج الزمن»، وسيتم خلاله تنظيم جلسة قراءة جماعية، تترأسها الدكتورة فندانا شيفا، وهي عالمة وناشطة بيئية.
وعلى الصعيد الآخر، سيعقد «مؤتمر خط الاستواء» يوم الاثنين 14 مارس في الشارقة، وتستمر جلساته على مدار اليوم، وذلك استباقاً لموعده بسنوات عدة؛ كونه من المقرر عقده عام 2022 في مدينة جوجاكارتا باعتباره نتيجة لاستراتيجية السنوات العشر التابعة لـ«مؤسسة بينالي جوجاكارتا».