نوافذ مُشْرَعة ">
(1)
ما زال مجتمعنا يعيش حالة من الوصاية على بعضه البعض.
وكأن الحريّة الشخصية التي لا تمس الدين والثوابت مُحرّمة عليه مهما تعلّم وتطوّر.
فمعظمنا ينتقد!
ومعظمنا مصلح اجتماعي!
ومعظمنا يرى عيب غيره، ولا يرى عيبه!
منشغلون بما يكتب الآخر القريب لنا, والصديق لنا في مواقع التواصل, ونحن مختبئون خلف معرفات نكرة!
(2)
ليست الأشياء على ظاهرها دائماً؛ فالرئيس الذي يأتي للعمل كلّ يوم قبل الموظفين ليس شرطًا أن يكون نظاميًا!
فقد يكون مرتبطًا بتوصيل من يعول إلى مدارسهم قبل أن يأتي!
(3)
قبل أن تنشر جهلك, وتغذي به أبناءك, ومجتمعك: تثبّت, اقرأ, حاور؛ لتصل إلى الحقيقة.
(4)
إقصاء الآخر الذي لا يشبهنا تمامًا, ومحاولة تشويه سمعته قدر المستطاع، مُعضلة بشريّة مؤذنة بديمومة الشرّ!
(5)
بعض الأوجاع لا يمكن للطبقة المخمليّة أن تتحسسها, أو حتى أن تتخيلها؛ لبعدها عن محيطها.
ردم الهُوّة لن يكون سهلًا, إذا تحولت المجتمعات إلى طبقتين فقط, وتلاشت الثالثة.
(6)
كلّ ما نملكه ليس بمقدوره أن ينقذنا من حالة الشك, التي أصبحت تموج بنا.
نحتاج إلى أن نتمسك كثيراً بكتاب الله - عزّ وجلّ -, وسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - لاتقاء هذه الشرور, والفتن.
(7)
كلّما كنت إنسانًا أكثر تزاحمت عليك الوحوش.
دمك النّقي من الغلّ يثير نهمهم, وصدقك الجريء الذي لا يحسنون التّخلق به سيجعلك غريبًا منبوذًا.
لا تحزن لغربتك القادمة؛ يكفيك أنّك إذا متّ ستموت إنسانًا.
(8)
المعتادون على التراجع إلى أعماقهم، كلّما استبشعوا واقعهم يشعرون بالقوة في الأعماق.
يُنهكون كلّما انصهروا مع الخارج, فيفقدون الثقة في كلّ شيء!
(9)
ليس أوجع من ألم يضطرك للهبوط إلى أعماقك؛ لتتوجع بصمت.
لا العالم يعنيه وجعك, ولا أنت تكترث لمواساته!
(10)
مبادئنا الحقيقية ليست تلك التي تظهر على هيئة ما نعتنقه, وما نفعله مع أنفسنا.
بل هي تلك التي تظهر على هيئة ما نعتنقه, وما نفعله مع الآخرين مهما تضاربت مصالحنا معهم.
(11)
أتعسُ ما يمرّ على الحُرّ أن يشتري له قبرًا خارج حدود وطنه؛ لأنَّ طاغية أبى التنازل عن عرشه!
(12)
وأنا أتأمل في سيرة من حاربهم المجتمع قديمًا: وجدتُ أنه لم يكن لهم من ذنب إلا أنّهم سبقوا زمانهم، وعاشوا داخل مجرات معزولة عن محيط لا يعني لهم شيئًا.
(13)
ما زال في هذه الحياة أناس يتحسسون قلوبهم رغم الخوف، والحزن؛ لجعل الحياة ممكنة.
يسرقون من خوفهم بعض الوقت؛ ليستشعروا بيقين تام أن الله معهم.
(14)
اقرأ!
وكن متنوعًا في قراءاتك؛ فالقراءة بوعي تخنق مساحات التطرف في كل شيء، وتهذب تعصبك.
تدعوك للتأمل، وحب الله في كونه.
تعلمك الرحمة في الاختلاف.
(15)
تلك الدموع التي تنضح دون أن تعتصر ملامحك ما هي إلا فيضان ذلك القلب المعبأ حزنًا.
هل اشتقت من فرط حزنك إلى أن تتنفس شعورًا مغايرًا؟
هل أتعبك شعور الحداد؟
ولون الحداد؟
هل تقرفصت يومًا ما وأنت تختنق؟
هل تنتظر هجعة من حولك؛ لتنفرد بك وتبكي كطفل؟
هل توجعك دموعك الصامتة؟
هل تمنيت أن تبكي بصوت عالٍ لترتاح؟
هل سمعت صوت عويل أعصابك يومًا؟
إذا لم تحدث لك واحدة من هذه على الأقل فاحمد الله؛ لأنه لم يبتليك بحزن يخلع فؤادك.
(16)
منتهى الأسى: أن يجتمع الحزن، والبرد، والليل الطويل على من افترسه المرض، وهو بلا وطن!
(17)
أرتدي وطني كُلّ صباح.
أضعه في قلبي، قبل أن أضع المساحيق على وجهي؛ فبدونه لن تُشرق تلك اللوحة التي أرسمها بعناية أمام المرآة.
- د. زكية بنت محمد العتيبي
Zakyah11@gmail.com