جدة - صالح الخزمري:
رحلة طويلة وصعاب وصدف وإصرار على قهر المستحيل مع المتعة والتعب، إنها سيرة أربعة عقود أو تزيد لا أخال أنها تخفى على سعودي ترعرع على الصوت الشجي صوت حسين نجار.
د. حسين نجار ليلة الاحتفاء به بمركز باديب للدراسات والاستشارات الإعلامية سرد بعضا من سيرته ومسيرته، بداية أوضح أن التجارب كثيرة ومتداخلة متسائلاً: كيف عشقت المايك؟ وهو السؤال الذي لم أجد له جواباً.
في المرحلة الابتدائية كانت هناك تجارب بدأت مع الخطابة، ومسيرته التعليمية أوصلته لأن يكون معلماً بعد تخرجه من معهد إعداد المعلمين، وكان في كل الأحوال صديق الراديو، مما جعله يشتري راديو في وقت مبكر، وكانت العلاقة بالراديو علاقة حميمية.
وعرج على علاقته بالرياضة ثم دخوله للإذاعة بشكل رسمي ومقابلته للأستاذ عباس غزاوي وكيف أن الشيخ علي الطنطاوي شجعه عندما سمع صوته.
البداية كانت من إذاعة جدة كانت مع الوارد والصادر وبعد برهة من الزمن كلف بقراءة نشرة الأخبار مباشرة.
د. نجار يرجع الفضل لأهله فمعهد المعلمين له فضل عليه من حيث الإلمام التام بقواعد اللغة العربية بصورة صحيحة، الأمر الذي انعكس عليه إعلامياً.
وعن مكانة الإعلامي أبان أنه مرآة للمجتمع ودعا إلى الاستفادة ممن هم أقدم وأجدر لكل الإعلاميين.
الصدف لعبت في حياته دوراً كبيراً، ومنها قراءة نشرة نداء الإسلام وقراءة الإذاعة الخارجية عند قدوم أحد الرؤساء الأمريكيين لزيارة المملكة، وغيرها من الصدف الأخرى.
أما برامج الإذاعة التي تعد في الفترة التي دخل فيها الإذاعة سنة 1385هـ المنبر الوحيد الذي يغطي بصوته أسماع العالم، فيقول دكتور نجار كانت أول نافذة لي برنامج: مع الطلبة، يسجل مع الطلاب المميزين، وكنت أقدم هذه المواهب كل أسبوع، أما البرنامج الثاني فهو: رحلة الحرف عبر الأثير، كان نافذة وكنت أتلقى رسائل عبره من المستمعين مما تجود به قرائحهم من الدول العربية كافة، وقد جعل التشجيع البسيط منهم مبدعين، وكانت البرنامج حافزاً لهم، وكان البرنامج الثالث: نادي الهواة وهو يهتم بالموهوبين في الغناء، ومن البرامج الأخرى: صباح النور، وهو رفيق الطلبة والموظفين كل صباح، مضيفاً أنه كان يتسابق مع زملائه، من ينجح منهم في يومه وكان هو يقدمه كل سبت، وبرنامج: سهرة مع فنان وهو برنامج رمضاني تبنى فكرته من خلال نادي الهواة.
الجانب الموازي للعمل الإذاعي كان الجانب الدراسي، حيث أكمل دراسته لأن الإذاعي كما يقول دكتور نجار مثل المعلم يحتاج أن يرتقي بثقافته فكان أن أكمل المرحلة الثانوية، ثم التحق بجامعة الملك عبدالعزيز في سنة 1387هـ، وقبل استثناء (كونه موظفاً) في قسم إدارة الأعمال وتخرج، وكان ضمن أول دفعة من الجامعة، ثم ابتعث لأمريكا للدراسات العليا، وبعد عودته للملكة في عام 1400هـ، ذهب للجامعة وعرض عليهم التعاون معهم، ووجد القبول والترحاب، واستمرت علاقته بالجامعة ثلاثين سنة متواصلة، كما كان له مشاركة في المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية من خلال تدريس مادة عن الإعلام السعودي.
دكتور نجار ختم بقوله: إن كل وسائل الإعلام ما جدّ منها وما سيأتي، سيكون مكملاً لبعضه البعض ولا يلغيه.
وقال دكتور نجار: إن الإعلام إناء شفاف، والعبرة بالرسالة التي يحملها الإعلامي خيراً أم غير ذلك. وقال: إن إعلامنا التقليدي سيظل قائماً إلى ما شاء الله.