الجزيرة - محمد المرزوقي:
يقول محمد بن عبد الله الشريف الرئيس الأسبق للهيئة الوطنية المكافحة الفساد (نزاهة): كنت أسمع عن بعض ممارسات الفساد، مثل الواسطة، والرشوة، أو استغلال الوظيفة لتحقيق مكاسب ما.. أو استخدام الأدوات أو الممتلكات الحكومية استخداماً خارج الوظيفة، حتى الأقلام والأوراق، كنت أنكر على بعض الزملاء استخدامها في غير ما خصصت له.. فكان هاجس مكافحة الفساد موضوع عدد من المقالات الصحفية التي كتبتها فيما بعد، في الأعوام 1428-1431هـ ومن عناوين تلك المقالات: لماذا تتزايد مظاهر الفساد في الأجهزة الحكومية؟ الفساد: عوامل انتشاره وعوامل الحد منه؛ الفساد في غياب الإخلاص والرقيب لا ينجو منه مشروع.. وجدة مثالاً؛ إنكار الفساد يبدأ بالخوف من الخالق قبل المخلوق؛ هل انتشار المزيد من الهيئات يقضي على الفساد؟ الفساد السبب الرئيس لانهيار اقتصاد الغرب؛ تعزيز التعاون الدولي يُعد وسيلة لمكافحة الفساد؛ استخدام التكنولوجيا يدعم الشفافية ويضيق فرص الفساد.
هكذا يمضي معالي الأستاذ محمد الشريف في بدايات اهتماماته بالكتابة عن الفساد عبر عدة مستويات تبدأ بالتشخيص، الانتشار، الأسباب، النتائج، الحلول.. الأمثلة على مظاهره محلياً.. عربياً.. عالمياً.. الأمر الذي جعل من اهتمام الشريف بهذه القضية الهامة، يخرج في إصدار بعنوان (النزاهة في مواجهة الفساد: تجربة المملكة العربية السعودية) الصادر عن منشورات العبيكان في إحدى وسبعين ومئتي صفحة من القطع المتوسط.
وفي سياق هذا الاهتمام يمضي الشريف قائلاً: سبق أن دونت في كتابي (جوهر الإدارة: رؤية تحليلية وتطبيقية مقارنة لنظرية الإدارة) جانباً من سيرتي الذاتية، وملامح أوسع من السمات الإدارية التي كانت سائدة في ذلك الوقت، وبعض الذكريات عن طبيعة الأعمال الإدارية، وانطباعاتي وملحوظاتي حول ما عشته، وما عايشته، ولم يدر بخلدي مطلقاً أن خدماتي الحكومية التي امتدت قرابة الخمسين عاماً، سوف تختتم بأن أُكلف بإنشاء أول هيئة لمكافحة الفساد في المملكة، لكنها إرادة الله.
وقد ضمَّن الشريف كتابه الذي سيكون ضمن منشورات العبيكان في معرض الرياض الدولي للكتاب، أحد عشر فصلاً، أتبعها بخمسة ملاحق، إذ ضم كل فصل جملة من المباحث التي رصدها الشريف عبر تجربة مع الحياة الإدارية باحثاً، وإدارياً، مستهلاً أول فصول إصداره بداية البداية، والخطوة الأولى، فيما ضمَّن ثاني فصول الكتاب بعنوان: تنظيم نظام الهيئة.
أما اهتمام القيادة بالهيئة فقد جاء في فصل ثالث، بينما حمل الرابع عنوان: البنية التحتية للهيئة، فالفصل الخامس الذي جعله المؤلف عن: اللقاءات والزيارات التي قام بها بوصفه رئيساً لهيئة مكافحة الفساد، فيما استعرض الشريف في الفصل السادس تنظيم الوضع الداخلي للهيئة، بينما تناول في سابع الفصول الاهتمامات الخاصة بالهيئة، فوضع الفساد في المملكة في الفصل الثامن، فيما حمل عنوان الفصل التاسع: جهود الهيئة الدولية في مكافحة الفساد؛ أما الفصل العاشر فقد جاء عن: المعوقات التي واجهتها الهيئة والمقترحات لتطوير دورها؛ بينما جاء آخر الفصول ختاماً بكلمة وفاء قدمها الشريف ختاماً لهذه الدراسة في هذا الجانب الهام.