سعود عبدالعزيز الجنيدل
هذه الكلمات كما يقول البلاغيون بينها جناس القلب، وهو أن تتفق الكلمات في عدد الحروف، ونوعها، وتختلف في ترتيبها.
وكأن هذا الجذر (ر ع د) وتقليباته أراد بث ثلاث رسائل، وهذه الرسائل هي ما أثمرت عنه مناورات رعد الشمال.
الرسائل التي تبثها هذه المناورات:
الرسالة الأولى: رعد
نعم هذه المناورات التي ضمت عشرين دولة بالإضافة لقوات درع الجزيرة هي صوت رعد، وكما هو معلوم للكل، أن صوت الرعد قوي، مجلجل، يدوي صداه، ويسمع من مكان بعيد، وهذا الهزيم سيقذف في قلوب الإرهابيين الرعب، وسيكون - بإذن الله - قادرًا على اجتثاث تلك الآفات العفنة، في أي مكان وأي زمان، وتخليص العالم من شرورها.
الرسالة الثانية: ردع
ردع لمن يفكر في التدخل في شؤوننا، ومن يحاول ذلك، فسيلقى حتفه، ومثلما قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - لا نريد لكائن من كان التدخل في شأننا، كما أننا لا نتدخل في شؤون غيرنا، وليس لنا أطماع، والحمد لله لدينا كل ما نريد.
الرسالة الثالثة: درع
هذا التحالف سيكون - بإذن الله - درعا حامية لدول التحالف في وجه من يفكر في إثارة الفتن والقلاقل في أي منها.
هذه الرسائل الثلاث، وما تعنيه من دلالات واضحة لكل ذي عقل فطن، وكما قال فارس الدبلوماسية، وزعيمها صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - نحن لسنا دعاة حرب، ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها، فنحن لا نريد شن حروب على أحد، وليس لنا أي أطماع خارج حدودنا، ولكن لن نكون فريسة سهلة للأعداء، وما مناورة رعد الشمال إلا خير دليل وبرهان على قوتنا التي نستمدها من الله ثم بتوجيهات ولاة أمرنا، ومن إخواننا الخليجيين، الذي نراهم كأهل لنا، ومن الدول العربية والإسلامية التي كونت معنا هذا التحالف.
شاهدت المناورة كاملة، وأثلج صدري ما شاهدته، وشعرت بالفخر من هذه الحشود الضخمة المدججة بالعدة والعتاد، بأحدث الأسلحة المتطورة، وآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال، والتي اكتملت برعاية كريمة من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - برفقته إخوته قادة ورؤساء الدول الخليجية والعربية والإسلامية، والحمد لله أن هذه المناورات حققت كل الأهداف المرسومة والمخطط لها.
حفظ الله وطننا الغالي حبا وخليجنا العالي مكانة والعالمين العربي والإسلامي.
ونقول للأعداء:
ملأنا البر حتى ضاق عنا
وماء البحر نملؤه سفينا