مندل عبدالله القباع ">
الدولة -أعزها الله- لم تقصر في رعاية المواطنين في جميع مناحي الحياة (الدينية والصحية والتعليمية والاجتماعية والثقافية ومدت الخدمات الأخرى من مياه وكهرباء ووسائل اتصالات، حيث دبت التنمية الاجتماعية في جميع ديمغرافية المناطق شمالها وجنوبها شرقها وغربها رقم اتساع المساحة التي تعتبر شبه قارة، حيث أصبح المواطن والمقيم على هذه الأراضي الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء بوجود الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث ضريح أفضل جسد على هذه الأرض نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- يتمتع بهذه الخدمات التي قل ما تجدها في أغلب البلدان وأكثر من هذا، أن خير هذه المملكة امتد إلى المعوزين والمحتاجين في الدول العربية والإسلامية وبعض الدول الصديقة من أجل مواساتهم والوقوف معهم في محنتهم من كوارث وشغف العيش وقلة اليد (وما مركز الملك سلمان العالمي للإغاثة) الذي رصد له المليارات إلا دليل على هذا الاهتمام بإخواننا في الإسلام والإنسانية وتكريم بني آدم كما كرمه الله والدولة لم يقتصر دعمها على المشروعات الحكومية والتنمية المحلية فقط، بل دعمت ويسرت وسهلة الحصول على القروض في مجال الصناعة والزراعة والعقار فأنشأت المصانع في مختلف الصناعات الخفيفة والثقيلة وشيدت المزارع التي تنتج الخضار بشتى أنواعها وتسوق في الأسواق، إضافة إلى مزارع (الدجاج وتنمية الثروة الحيوانية وأكثر من هذا كله أنشأت المصارف منها ما هو محلي، ومنها ما هو عربي، ومنها ما هو دولي، التي تدر المليارات كل عام ولا تصرف أرباحا إلا النزر القليل من هذه المليارات، وما ينطبق على هذه المصارف والبنوك ينطبق على تجار العقار الذين حوطوا المدن والمحافظات بأسوار أراضيهم التي تكون هذه الأراضي قد اشتريت بثمن بخس من عدة سنوات قد تطول وقد تقصر المهم في هذا كله من ضخ المليارات بالمئات من كل عام، وكما ذكرنا ليس عليهم حسيب ولا رقيب من مؤسسات الدولة، باعتباره قطاعا خاصا سوى ما يدفعونه من زكاة على هذه الأموال، فالدولة لا تفرض ضرائب ولا رسومات، باعتبار أن الاقتصاد اقتصاد إسلامي حر، ولكن أصبح الآن هناك مسؤولية (مسئولية اجتماعية) على عاتق كل رجل أعمال أو شركة أو مؤسسة لأن المجتمع تغيرت أحواله وامتد المجتمع من مجتمع (نووي) إلى مجتمع ممتد سكن الأحياء في كل مدن المملكة واتسعت دائرة المدن وكثر السكان يوماً بعد يوم وتشعبت الأسر والمجتمعات ودخلت وسائللتقنية في كل حياة الإنسان حتى حياته المعيشية، ودخلت التقنية أيضاً في (تقنية المكنة) حيث انعكس هذا على قلة الوظائف المهنية والحرفية في القطاع الحكومي والخاص. حتى ولو كان يحمل مؤهلات عليا فنتج عن هذا كثرة الفراغ واتساع وكثرة الوقت الذي انعكس على أفراد المجتمع والأسرة فمنهم من تصدعت أسرته بالطلاق ومنهم من تعرف والتف على شلة من رفاق السوء ومنهم من انطوى وتقوقع على نفسه كل هذا لخروجهم عن الخط المستقيم والتربية الإسلامية الصحيحة لأنه يعيش في فراغ، وقد يتلقفهم بعض الإرهابيين والمتطرفين في الزج بهم في مكون الانحراف والتطرف والبعض منهم أصيب بأمراض نفسية عصبية وعقلية تشكل خطرا على نفسه وأفراد أسرته ومجتمعه.
فكم سمعنا من قام بقتل أو أبيه أو أمه أو أخيه أو زملائه ورفاقه وآخرها قتل الأب لابنه عندما استدرجه لحوش قريب لمدرسته وقام بنحره (نحر البهيمة) فهؤلاء يحتاجون إلى الأخذ بمساعدتهم في توظيفهم.
فأنا هنا أناشد رجال الأعمال على مختلف مستوياتهم ومواقعهم وشركاتهم ومؤسساتهم ومصارفهم وبنوكهم وعقارهم أن يفعلوا (وسائل التواصل الاجتماعي) بخدمة مجتمعهم وأفراد هذا المجتمع الإنساني لأنه له حق عليهم أولاً باعتبار أنه مواطن وثانياً أنكم رزقكم الله من خيرات هذا البلد فلا تبخلوا على هؤلاء بتوظيفهم في قطاعكم كل في موقعه في المؤسسات المصرفية والبنكية والمؤسسات والشركات العقارية والتجارية وسهلوا هذا التوظيف بعدم وجود العراقيل التي تحول توظيفهم وشجعوهم بالميزات والبدلات من علاج وسكن وإجازات.