روسيا تسحب قواتها من سوريا وتزيد الضغط على الأسد ">
موسكو - دمشق - واشنطن - وكالات:
أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين أوامره لوزير دفاعه بالبدء بسحب القسم الأكبر من القوات العسكرية الروسية المنتشرة في سوريا منذ 30 سبتمبر، الأمر الذي وصفته سوريا بحسب بيان للرئاسة بأنه اتفاق بين بوتين والرئيس السوري بشار الأسد على تخفيض عديد القوات الجوية الروسية في سوريا مع استمرار وقف الأعمال القتالية، مع تأكيد الجانب الروسي استمرار دعم روسيا الاتحادية لسوريا في مكافحة الإرهاب.. إلا أن بوتين أعرب في تصريحات نقلتها وكالة تاس الروسية للأنباء عن أمله في أن يكون انسحاب القوات الروسية بمثابة حافز للتوصل إلى حل سياسي للصراع السوري.
وقال بوتين لوزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إن المهمة الموكلة إلى وزارة الدفاع والقوات المسلحة الروسية تم تنفيذها بشكل كامل. وأضاف بوتين (وبالتالي أصدر الأوامر لوزير الدفاع بالبدء في سحب غالبية قواتنا من الجمهورية العربية السورية). وأكَّد بوتين أن القاعدة الجوية الروسية في محافظة اللاذقية السورية والمنشأة البحرية في محافظة طرطوس ينبغي أن تستمران تحت الحماية الجيدة على الرغم من الانسحاب. وقال أيضاً إن قرار الانسحاب جاء بموافقة الرئيس السوري. وأكدت روسيا بحسب بيان عن القصر الرئاسي مواصلة دعم دمشق في حربها ضد الإرهاب وفقا لوسائل الإعلام الرسمية السورية.
بدورها قالت المعارضة السورية إنها تريد أن تعرف مدى الانسحاب الروسي. وقال منذر ماخوس المتحدث باسم لجنة المفاوضات العليا إن اللجنة تريد أن تعرف ما إذا كان هذا الانسحاب يشمل وقف القصف الجوي، معتبرا أنه إذا كان هذا هو الأمر فإنَّ هذا سيغير الأزمة ككل.
وتعامل البيت الأبيض بحذر مع إعلان الانسحاب الروسي من سوريا، وقال جوش ايرنست المتحدث باسم الرئيس الأمريكي باراك اوباما (لا بد لنا من ان نعرف بدقة ما هي النوايا الروسية). وأكَّد المتحدث ان الولايات المتحدة كانت على الدوام تشدد على ان التدخل العسكري الروسي يجعل الجهود للتوصل إلى مرحلة انتقالية سياسية في سوريا (أكثر صعوبة.
بدورها اعتبرت ألمانيا أن انسحاب الجزء الأكبر من القوات الروسية من سوريا الذي أعلنه بوتين أمس في حال تأكد (سيزيد الضغط) على الأسد. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في بيان وزعه مكتبه (في حال تحققت الإعلانات عن انسحاب للقوات الروسية فإنَّ ذلك يزيد من الضغوط على نظام الأسد للتفاوض أخيرا بجدية في جنيف حول عملية انتقال سياسي تحافظ على استقرار الدولة السورية ومصالح جميع السكان).