كل شيء يُسمَع في ليالي الشتاء؛
مواء قطة، نباح كلب، دقات ساعة، جلبة في الخارج، صرير باب، زخات مطرٍ، قطرات من صنبور عتيق، صراخ أطفال، أمٌ تُنادي الصغار، وأبٌ يُعلي ويُخفِض في التلفاز!
مكابح مركبات عابرة، أصوات مُعدات يصم الآذان
غسالة تقض مضاجعنا لجارتنا، قرقعة أطباق!
بعوضٌ أقلق راحتنا، يحوم حول رؤوسنا، يشرب من دمائنا، ناهيك عن أصوات طرب وغناء!
وأصواتٌ لا تُسمع ولا يسمعها إنسان؛ دعوة مظلوم طرقت أبواب السماء، مناجاة مكروب ضاق ذرعاً ينتظر الفرج من الله، أنين مكلوم، بكاء مهموم، كلها تصل حين نمد أيدينا لمن بيده ملكوت الأرض والسماء!
أصوات عالية غير مسموعة، وأصواتٌ أقربُ للهمس مسموعة!
أرهف سمعك فقط.. ستجد أن بعض البيوت لا يُسمع فيها إلا الصدى، ولا يوقد فيها نار، يتكور الأطفال ويتضورون جوعاً
لا يعلم جارٌ عن جار!
وهناك حيث يُفقدُ الأمان
أصوتٌ مُفزعة لضرب الرصاص، ولبراميل تتفجر، وطائرات تقصف بكل اتجاه!
الأذن جهاز استقبال تسمع وتترجم هذه الأصوات لمصدر فرح أو شقاء!
بعض الناس يسمع ولا يصغ جيداً، والبعض يسمع وينقل ما يسمعه فتهدم بيوتٌ بسبب كلمة، قيلت في معرض كلام!
تختلط الأصوات ويبقى بعضها عالِقاً في أذنك طويلاً، تمر السنوات وهي لم تُنس، حتى لكأنك تعيشها في ذات المكان والزمان.
- نص/ أمل عبدالله القضيبي