فهد بن جليد
فيما يُشبه قصص الفرق البهلوانية (المُبهرة) التي تخرج من (رحم المعاناة) في الأفلام الهوليوودية والبوليوودية، يخوض (عشرون شاباً سعودياً) من أبناء (إنسان) الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام، تجربة مُشابهة تستحق الإشادة والدعم.
الشبان استطاعوا وخلال خمس سنوات هي عمر (نجوم كشكول) تجاوز ظروفهم الصعبة، وتشكيل أول فريق سيرك سعودي 100 %، أي أن جميع أعضاءه ممن يقومون بالألعاب البهلوانية، وحركات الخفة الجماعية الخطرة، وعروض الجمباز، ومن يعلقون بالأصوات ويخرجون العرض هم (سعوديون مثلنا)، يعرفون طبيعتنا، ويستطيعون ملامسة همومنا حتى عن طريق (العروض الصامتة) ليقدموها (بنكهة سعودية) خاصة.
أول فريق سيرك سعودي ما زال (مدفوناً للأسف)، فهو قائم على جهود جمعية إنسان المُثقلة أصلاً بالكثير من المهام والأدوار الكبيرة من أجل رعاية الأيتام والأرامل، والعمل على تذليل كل الصعوبات التي تقف في طريق حياتهم، واعتقد أن الجمعية مشكورة قدمت كل ما تستطيع من أجل رعاية الفريق وتشكيله من الأبناء، مما يجعلنا نتساءل عن دور جهات أخرى يجب أن تقوم برعاية مثل هذه المواهب السعودية الخاصة ؟.
هناك دور غائب للرئاسة العامة لرعاية الشباب بضرورة احتضان هذا الفريق ودعمه بالمدربين والأفكار، هناك دور يمكن أن يلعبه هذا الفريق في المشاركات الثقافية الخارجية للمملكة كوجه شبابي عصري.
لك أن تتخيل أن أكثر ما يزعج الأبناء من أعضاء الفريق ؟ جلب الجهات وأمانات المناطق (لفرق سيرك) من الخارج لإحياء فعاليات ومناسبات عدة، وتجاهل فرقة السيرك السعودية الوحيدة لدينا في البلد، والتي تستحق الدعم والمُساندة كونها أعضاءها من (أبناء إنسان الموهوبين) وتلك بحد ذاتها قصة مشوقة تستحق أن تروى للجميع، وسيسعد بها الحضور، وتلهب حماسهم، بغض النظر عن تفوق شبابنا على الكثير من الفرق (الروسية والصينية) وغيرها.
دعم جمعية إنسان لا يكون بالمال فقط، فالاستثمار في مثل هذه المواهب من أبناء إنسان، كشباب (صالحين وفاعلين) في وطنهم، هو من المبادئ التي زرعها وأسسها راعي الجمعية (الإنسان الأول) سلمان بن عبدالعزيز.
وعلى دروب الخير نلتقي.