ناصر علي الشهري ">
حقيقة يجب أن يعرفها كل عربي أن إيران تدعي زيفاً وكذباً اهتمامها بقضايا العرب ومشاكلهم وأنها تتعاطف معهم وتساندهم؛ وفي واقع الأمر إن المواطن العربي ليس ضمن أدنى مستوى من اهتمامات واحترام أهل السلطة السياسية في إيران، بل إن قادة ومعممي إيران وحكومتها في حقيقتهم لا يهتمون لمواطنيهم من العرب على أراضي بلادهم ويعاملونهم أسواء معاملة رغم أنهم على نفس ملتهم ومذهبهم بل ينظرون إليهم نظرة دونية وأقل قدرا من المواطن الفارسي الإيراني، وأنهم لا قيمة لهم وتصنفهم في الفئة الأدنى من شعبهم، ويظهر ذلك واضحاً في تعاملها مع سكان منطقة الأحواز ومعروف الاستبداد الممارس ضد الشعب هناك، ولا يغفل عنه إلا جاهل أو مغرر به، وما زالت رافعات الإعدام طوال العام تنصب لهم ولآخرين غيرهم في أنحاء إيران.
وأما من هو على مذهب ليس على مذهبهم داخل أراضي إيران فمعروف على الصعيد المحلي والدولي منذ بداية ثورة الخميني ولأكثر من ثلاثة عقود من الزمن إجبار الإيرانيين ممن هم بغير المذهب الشيعي على التشيع قسراً أو الإعدام بتهم باطلة أو الاعتقال والتعذيب في سجونهم البائسة، أما إذا أصبح على مذهبهم لا يسلم من الإيذاء في كل الأحوال أو إن مصيره النبذ من المجتمع.
وكعادة المسئولين الإيرانيين وتبعاً لأجنداتهم ومخططاتهم واستراتيجياتهم كلما سنح لهم مجال يقحمون أنفسهم في شئون الدول العربية الداخلية ويبذلون أقصى جهدهم أن تسوء الأحوال وتسود الاضطرابات هنا أو هناك بأراضي الوطن العربي ويدعم مخططاتها أعوانها من العرب الموالين لملالي إيران، وآخرها وليست الأخيرة قضية أحكام القصاص من السبعة وأربعين إرهابي وضمنهم السعودي نمر النمر، وبعدما فلتت زمام الأمور من أيديهم ووادت مكائدهم واحبطت مخططاتهم الإرهابية، وأصابهم الجنون لقطع الطريق عليهم لدعم الإرهاب والإرهابيين، والحقيقة أنه غاظهم تنفيذ شرع الله وإقامة الحكم العدل المعهود عن المملكة العربية السعودية وهيمنة قبضة الحق على الباطل والضرب بيد من حديد على القتلة والمفسدين في الأرض، ونتيجة لذلك وكعادة الجبناء استفردوا بفوضويتهم وأعتدوا على منشآت السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد وبتوجيه وإشراف وتحت غطاء سلطاتهم الأمنية الترهيبية، وهذا واقع مشهود عنهم وليس الأول من نوعه عبر عقود من السنوات.
إن العويل والنحيب والصراخ والهيجان الإيراني والموالين لهم ليس والله رأفة أو رحمةً على من حكم عليهم بالقصاص أو سجنا لجناية أو غيرها بل لأن رأساً من رؤوس الفتنة التابع لهم سقط، وأفشلت خطة من خططهم لبسط الهيمنة والنفوذ الفارسي على تراب الوطن العربي، وصدموا بفشل مساعيهم لزعزعة الأمن القومي وللتأليب والتأجيج وإثارة الفتن والقتل في داخل بلد له مكانته ووزنه في العالم الإسلامي كالمملكة العربية السعودية، والأمر ذاته وارد في دول الخليج العربي والدول العربية والإسلامية.
وأطرح هنا سؤالاً وهو: لمن تهتم إيران؟! هذا السؤال يجب على كل عربي وأمة الإسلام عموماً وكل من ينتمي لبلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية خصوصاً أن يعرف إجابته؛ وهي بكل وضوح الاهتمام ليس للفرد العربي إنما هي تهتم لأجندتها المتمثلة في تصدير الثورة الصفوية الفارسية على الأراضي العربية والإسلامية وبكل الوسائل الممكنة سلماً أو تمرداً أو حرباً وبواسطة موالين لهم لتنفيذ هذا المخطط بحذافيره في العالم أجمع وبتركيز أكثر وكثافة في دول الجوار، وهذه الأدوات وخصوصاً عملاءهم من الوطن العربي في حقيقة الأمر خانعة مذلة تنفذ وتطيع طاعة عمياء ما تمليه عليهم عمائم إيران من المجوس الصفويين، وخاتمة المطاف هذه الأدوات ليست إلا دمية تحركها كيف تشاء وتوجهها أين تشاء ملالي الصفويين.
بقي أن نحكم العقل نحن؛ طالما عقلاء إيران تعطلت حكمتهم وضلوا الطريق وتبعوا نمط فكر التطرف وأعمال الإرهاب والتدمير لبلاد العرب مثل معمميهم وملاليهم الطغاة، فالمسألة واضحة أن هدفهم هو جر المنطقة وشعبها المسلم العربي إلى سوء العاقبة في الدين والدنيا والاضطرابات وزعزعة أمن المجتمع والوطن ونخر وحدة الوطن وتفتيت لحمته، ولا يرتاح لهم بال حتى تسود الاضطرابات ومخططات القتل والدمار في دول الجوار وهو ما كان يسعى له عميلهم الهالك نمر النمر وأمثاله من فارس آل شويل والمتطرفين الخوارج، وهم هنا خوارج من السنة أو خوارج من الشيعة.
وواقع الأمر المشهود أن العرب من السنة وقبلهم الشيعة لا قيمة لهم عند عمائم إيران بل الأولوية للفرس، فهل يستوعب ذلك الموالون لهم والمغرر بهم، وأن خاتمة عملائهم الغدر بهم وتصفيتهم عندما تنتهي المصالح المرتبطة بوجودهم لأنهم عرب حثالة في نظر ملالي الصفويين الإيرانيين، وأرجو أن أكون قد قدمت من واقع الحال هذا دافعا لمراجعة النفس لكل من يتبع الملالي هنا وهناك، وييمم القبلة إلى قم وطهران ومشهد وخاتمته يقيناً أنه الخاسر الأكبر بينهم.