محمد عبد الله الحميضي ">
حلم تحقق ولا يزال يسير في الطريق الصحيح لدعم الأسر المنتجة وتطويرها عندما تجتمع فيها عوامل التطوير وتتكاتف الجهود ويعمل الجميع نحو هدف واحد، حيث لا يستطيع فرد أن يفعله بمفرده ولكنها منظومة من الرجال الأوفياء المخلصين وبجهود كبيرة من الرجال والنساء المتطوعين الذين كان هدفهم أن تقوم هذه الأسر المنتجة بالظهور إلى المجتمع وتحقق أحلامها ببيع منتجاتها على الجميع لتحقق دخلا لها وتؤمن مستقبلها وعائلاتها.
بدأت الفكرة أو بالأصح بدأ التنفيذ لأن الأسر المنتجة والنهوض بها كان هاجس الجميع ولكنه ظل لسنوات وهو يتقدم ببطء نتيجة لعوامل عدة، من أهمها المجتمع الذي لم يتعود على أن تقوم أسر ببيع إنتاجها وخصوصا أن المرأة هي المحور الأساسي في الإنتاج الأسري ولم تكن المرأة منذ زمن مهيأة لهذا العمل وإن عملت فكيف سيتم تسويقه، إضافة إلى ثقافة العيب في عمل المرأة، خصوصا في بعض المهن التي يتحفظ المجتمع عليها، وبالأخص في المحافظات والمناطق الصغيرة، ولقد كان الهدف الذي تسعى إليه وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة في مراكز التنمية ولجان التنمية بأقسامها الرجالية والنسائية إلى كسر ثقافة العيب التي ظل المجتمع أسيرا لها لسنوات عدة ولا يستطيع أحد أن يخرج من هذه الدائرة إلا بصعوبة ويقابله الكثير من العقبات والعوائق التي كبلت الأسر عن الظهور إلى المجتمع بمنتجاتها وتصريفها لمن يريد شراءها، مما أبقى على إنتاج هذه الأسر حبيسا في منازلها بإنتاجها المتميز حتى بدأت اللجان بدعم الوزارة بإقامة المهرجانات التي نظمت على مستوى كبير وتزايد أعداد المنظمين لها وفتحت المحلات التي تبيع منتجات الأسر، وأصبح الإقبال عليها كبيرا، وبدأت الأسر تتوسع في العمل وأعداده في ازدياد وكان للجنة التنمية في القصب النصيب من هذه المهرجانات التي استمرت لـ6 سنوات بدأت بخمس أسر، وانتهت الآن بأكثر من 80 أسرة، وتم الاعتذار عن أضعاف العدد لضيق المكان ولعدم استيعاب المهرجان لأعداد كبيرة ولحصر المهرجان في هذا العدد المناسب لهذه الفترة مع إتاحة الفرصة للبقية في مهرجانات أخرى تنظم قريباً، وكان لدعم عدد من سيدات المجتمع ولعدد من المؤسسات والرجال المخلصين لهذا المهرجان سواء كان الدعم مادياً أو معنوياً الأثر الكبير في انتشار الأسر المنتجة وسهلت لها أيضاً وسائل التواصل الاجتماعي تصريف منتجها ووقوف عدد من الشباب ممن يرغبون العمل الذين دعموا هذه الأسر بتوصيل منتجاتهم إلى زبائنهم بما يسمى (بالمشوار) حيث استفادت الأسر من عملها وإنتاجها والشباب بزيادة دخلهم بالعمل على سياراتهم كرافد مالي يعينهم على شراء بعض حاجياتهم من خلال عملهم المسائي، سواء كانوا طلبة أو موظفين برواتب قليلة, وبهذه المهرجانات حققت الأسر نجاحا كبيرا جعلها تسير في الطريق الصحيح وامتلأت الأسواق والأحياء والمحلات بإنتاج أسري نفخر به كمنتج جيد من بنات وطني.
- أمين صندوق لجنة التنمية الاجتماعية بالقصب