د. عبد العزيز بن عبد اللطيف آل الشيخ ">
القاعدة، داعش، النووي الإيراني، الصراع في الشام والعراق ولبنان، الربيع العربي، أليس ثمة قاسم مشترك أعظم بين كل هذا؟ ألا وهو الصراع حول المعتقد، الخلاف حول المبادئ والأسس، صراع من أجل السلطة والسيطرة، وهو قبل ذلك وبعده انحراف عن الصراط المستقيم والمعتقد السليم، ألم تعش المنطقة العربية سنين طويلة تخوض تجارب متعددة؟ بما في ذلك: القومية العربية والبعثية والاشتراكية والتضامن العربي وعدم الانحياز والتحالف مع الغرب أو مع الشرق. وماذا كانت نتيجة المخاضات؟ والمنتجات من هذه الشعارات؟ بدلاً من التمسك بالمعتقد الصحيح: توحيد الله في العبادة واتباع السنة النبوية المطهرة وسنة الخلفاء المهديين من بعد محمد بن عبدالله، صلى الله علبه وسلم، والعض عليها بالنواجذ.
فما هو الحال الآن؟، ألم يجرب النموذج الإسلامي؟ وقامت الدولة المؤسسة على عقيدة التوحيد والتي تمسكت بحبل الله المتين وعضت بنواجذها على سنة النبي وخلفائه الراشدين، ألم تسقط العقيدة السليمة أعظم دولتين كافرتين: فارس والروم؟ ودارت الأيام وتضعضعت الدولة الإسلامية بل تكالبت عليها السباع، لماذا؟ لأن التمسك بالأسس التي قام عليها النموذج تم التخلي عنها والتنكر عليها، إذ لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها كما قال ذلك الفاروق رضي الله عنه. فما الذي صلح به أول الأمة؟ أليس القرآن الذي وصفه الله سبحانه وتعالى بأنه إمام وموعظة ونور وبينات وبرهان وبيان وهدى وفرقان ورحمة وشفاء وإنه يهدي للتي هي أقوم وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأنه قول فصل، ووصفه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه لا يخلق جديده، ولا يبلى على الترداد، ولا تنقضي عجائبه، وبأن فيه نبأ من قبلنا، وحكم ما بعدنا، ثم هو حجة لنا أو علينا. فالآن حصص الحق وتجلت الحقيقة وما بعد الحق إلا الضلال، فإن أرادت الأمة أن يعود إليها عزها ومجدها وسالف منعتها فلا بد من أن تعود إلى القرآن وتتبع أوامره وتتجنب نواهيه.