محمد السياط
المتابع لما يتداوله الهلاليون بشأن فريقهم ومسيرته الفنية في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين هذا الموسم، سواء كانوا إعلاميين أو جماهير وحتى المقربين من النادي، سيلاحظ أنهم منقسمون إلى (حزبين) أو إلى (فئتين)، الفئة الأولى منهم لا يرغبون الحديث عن مدرب الفريق دونيس، بل إنهم لا يزالون متفائلين، ولا يزالون أيضًا يرونه ضالة الفريق، وحينما يتحدثون عن المنافسة يرون أن فريق الهلال فرط في نقاط كفيلة بحسم بطولة الدوري مبكرًا، ويلقون باللائمة على اللاعبين فقط، وأنهم السبب فيما جرى للفريق، ويتجاهلون أخطاء هذا المدرب، ويتجاهلون أيضًا تعثر المنافسين الذي كان السبب بعد الله في بقاء الهلال كمرشح قوي للبطولة، ولا يتطرقون لذلك.
أما الحزب الآخر أو الفئة الأخرى فتختلف رؤيتهم وتشخيصهم لحال الفريق؛ إذ يرون الأمور بمنظور آخر مغاير تمامًا لأصحاب التوجه الأول؛ إذ يعتقدون أن دونيس هو السبب في تذبذب نتائج الفريق بسبب منهجيته التدريبية الخاطئة على حد زعمهم، بل يرون أنه مدرب محظوظ بأن فرص الفريق في المنافسة ما زالت قائمة بسبب تعثر المنافسين، وإلا لربما أصبح وضع الفريق حرجًا للغاية؛ إذ لا يليق بفريق يعج بالنجوم أن يتقهقر وتتذبذب نتائجه؛ لذا فهؤلاء لا يخفون قلقهم من المراحل المتبقية والمحدودة من عمر دوري المحترفين في ظل القناعات الغريبة للمدرب دونيس(!!!) في الوقت الذي لا مجال فيه للتعويض إذا ما فرط الفريق بأي من النقاط المتبقية، ولا يخفون أيضًا رغبتهم في إلغاء عقده (أي دونيس) خشية ضياع اللقب الذي كان - ولا يزال - بمتناول الفريق..!
وما بين هذا الرأي وذاك قد يبدو قرار الاستغناء عن المدرب صعبًا للغاية في هذه الفترة الحرجة؛ فلربما يأتي هذا القرار - إذا ما اتُّخذ - بنتائج عكسية على الفريق؛ فتتلاشى حظوظه تمامًا في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، وقد يغادر بطولة كأس الملك أيضًا، ولكن.. في الوقت نفسه من غير المقبول ولا المعقول أن تستمر أخطاء دونيس، ويبقى الحال على ما هو عليه؛ فهذا المدرب بقدر ما لديه من إيجابيات فإن لديه أخطاء أيضًا، أبرزها البدء بتشكيلة غريبة، تفقد الفريق توازنه، وما يلبث أن يعدلها في الشوط الثاني. وقد تكرر منه هذا الأمر في لقاءات عدة، فضلاً عن تعاقب عدد من اللاعبين على مركز المحور وعدم الاستفادة من بعض البدلاء الجيدين والموجودين لديه في دكة الاحتياط، إضافة إلى اللعب بخمسة مدافعين في كثير من المباريات، بما فيها مواجهات الفرق ذات الإمكانات المحدودة. ولا نغفل أيضًا القصور الواضح في أداء بعض اللاعبين بالرغم من ثقة الجميع أن لديهم أفضل بكثير مما قدموه ويقدمونه، وليس هناك ما يبرر تذبذب مستوياتهم إلا عدم جديتهم في بعض المباريات، ولا أدري أين دور إدارة الكرة بالتعاون مع الجهاز الفني لمعالجة هذا القصور الكبير وهذا الخلل الواضح في أدائهم..؟!
ختامًا أقول: إن وضع الفريق الهلالي يحتاج لوقفة صادقة وجادة من الإدارة والجهاز الفني ومن اللاعبين.. ولا شك أن دور اللاعبين مهم للغاية في المرحلة المتبقية. أما إن استمر الوضع على ما هو عليه دون تدخل إدارة النادي بالنسبة لقناعات دونيس فيما يتعلق بالأمور التي أشرت إليها، وظل بعض اللاعبين يلعبون بتعال واضح كما شاهدنا في بعض المباريات، فعلى الهلاليين أن يرفعوا الرايات البيضاء، وأن (ينسوا الدوري) الذي يعد مطلبًا جماهيريًّا ملحًّا هذا الموسم..!
على عجل
o اتحاد القدم يحتاج إلى انضباط قبل أن نطالب لاعبي المنتخب بالانضباط..!
o لا عجب أن يتسيب بعض لاعبي المنتخب؛ فمَن أَمِن العقوبة سيسيء الأدب، ومن شابه (أخاه) فما ظلم..!
o عندما تحسن مؤخرًا تصنيف منتخبنا دوليًّا، وأصبح بالمركز الـ55، قالوا إن هذا من نتاج تخطيطهم، وبعدها بأيام تراجع تصنيفنا للمركز الـ 60، فاختفوا، وكأن شيئًا لم يكن..!
o مهاجمو منتخبنا جميعهم احتياطيون في أنديتهم (عز الله أفلحنا)..!!
o ما سر تعدد الإصابات وكثرتها في فريق الهلال..؟! وما سر -أيضًا - تأخر شفاء المصابين؛ وبالتالي تأخر عودتهم لمشاركة الفريق..؟!
o من يخبر لاعبي (القزع) بأن أشكالهم نشاز، ومظهرهم مقزز، إن كانوا يبحثون عن جمال المظهر من خلال هذا (القزع)..!
o الفريق الأولمبي بنادي الهلال، الذي تميز كثيرًا هذا الموسم بالذات؛ فهزم أقوى الفرق بنتائج كبيرة، ألا يوجد به من يستحق تمثيل الفريق الأول لتكون رسالة واضحة، يدرك من خلالها بعض اللاعبين المتهاونين أن هناك بدلاء أصغر وأفضل منهم..!