فهد عبدالله العجلان
روّجت قناة الميادين اللبنانية المموّلة من إيران، بإدارة الإعلامي التونسي الصفوي الهوى غسان بن جدو، ولمدة أيام لحوار العام مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وبدت القناة وكأنها تروِّج لنسخة جديدة من فيلم مغامرات ينتظر المشاهدون أجزاءه بفارغ الصبر، فيما لم يفارق الشاشة شريط اللون الأحمر المذيّل بعبارة عاجل بطريقة استعراضية مثيرة !
لم أكن بحاجة للإنصات إلى مقدمة بن جدو لأشتم صفاقة العبث بالقواعد المهنية من المحاور الذي يقدم حواراً يفترض أنه ميدان للأسئلة مع شخصية مثيرة للجدل، ليتحول بامتياز وكأنه تبجيل للآلهة وتسبيح بحمدها !
منذ بداية الحوار، كان جلياً أنّ حماقة السيئ حسن تشعر بأزمة حقيقية تجاه مآلات أدوارها القديمة الجديدة في المنطقة، فقد استغل عيد الأم توقيتاً لحوار العام الذي أراد له أن يكون طوَق نجاة تبريري أمام طوفان الغضب العربي والإسلامي، متجهاً إلى النساء داخل حزبه اللواتي ترمّلن وتيتم أبناؤهن وبناتهن في معركة خاسرة داخل سوريا ليبدأهن بالتحية والإجلال، بعد أن وصلته التقارير أنهن يتذمّرن من تدمير وتشتيت أُسرهن بسبب مغامرة سوريا التي لا يملك لها غطاء مقاومة أو ممانعة.. وهل كان مضطراً ليقرر بابتسامة صفراء إنه لا يرى أمه أيضاً، ومحروم من حضنها وحنانها، لولا احتقان الأمهات في الضاحية وضغوطهن عليه وعلى حزبه، بعد أن حُرمن أبناءهن بسبب حماقاته ؟ !
شغل الحديث عن إسرائيل الجزء الأكبر من الحوار، في محاولة بائسة لاستعادة كاريزما المقاومة التي سقطت أمام المجتمعين العربي والإسلامي مع أول خطوة خطاها مرتزقة حسن في أرض سوريا، لتزداد سقوطاً بعد أن أكدت التقارير بالصوت والصورة تورطهم في زعزعة الأمن والممارسات الطائفية في اليمن والبحرين والعراق ومصر والخليج !. ولم يكن مستغرباً، أن يجد السيئ حسن في إسرائيل ضالته لاستعادة الوهج المحلي والعربي، مهدداً لها بالويل والثبور، وهو أعلم منها أنّ كلماته ليست إلا فقاعات وهْم لتخفي وجه حقيقته البائسة !
الحوار كان خالياً من أي قيمة جدية، بل مشبعاً بالاضطراب والتناقض الذي تجلّى في أكثر من موضع، ولعل ذروة حديثه في أن إسرائيل لديها ضمانات دولية وربما عربية (حسب قوله) هو السبب في عدم خشية الجيوش العربية رغم امتلاكها - يعني إسرائيل - لمفاعلات نووية وأهداف يمكن ضربها، ونسي الخاسر حسن، أنه أقرب من كل تلك الجيوش إلى إسرائيل، ودائماً ما يؤكد أن لديه صواريخ تصل إلى كل مكان فيها، وقوائم بأهداف حيوية لا تنتهي ! فلماذا لم تستهدفه اسرائيل الآن وهو في ذروة ضعفه؟!... فبربكم، من الأكثر مظنة لتقديم هذه الضمانات، وما الذي يثبته الواقع عياناً فيما نرى ؟!!! لا يمكن القول هنا أكثر مما تقول العرب «رمتني بدائها وانسلت»، ومتابع الحوار لا يخطئ محاولة السيئ حسن في مغازلة الداخل الإسرائيلي بدعوة حكومته لأبعاد الأماكن الحساسة العسكرية والصناعية من أماكن تجمعاته، ليبدو وكأنه أحرص على حياة الإسرائيليين من حكومتهم، في الوقت الذي تسبب هو وحزبه في قتل آلاف اللبنانيين من أنصاره قبل غيرهم بسبب مغامراته، واستخدامهم كدروع بشرية دفعت الثمن الأكبر مما يجره على لبنان !
كان التردد، ومحاولة التدثر بالغموض الذي يستند إلى الخوف من القادم بارزاً وجلياً في حديث حسن، فالمتأمل في إجاباته لا يقرأ أكثر وأجلى من تاجر خاسر يبحث في أوراقه القديمة، فتارة يصف أعداءه بأنهم الخاسرون على كل الجبهات، ثم حين يسأل عن تحديد محوره يستدرك أن الشعوب العربية أهمها !... والحقيقة، إن الخاسر حسن يدرك جيداً أن سبب ظهوره من جحره ليهرف بما قال لم يكن سوى محاولة لإعادة القناع الذي أسقطه الوعي العربي... فلا نقول له اليوم إلا: انتهى الدرس يا غبي !