الشيخ محمد العبودي: المسلمون بحاجة إلى فقه الأقليات القطبية ">
الجزيرة - وهيب الوهيبي:
استعرض الشيخ محمد بن ناصر العبودي مواقف وأحداث مع فقهاء عاصرهم وجوانب من سيرته في اللقاء العلمي الذي نظمته الجمعية الفقهية بالتعاون مع وحدة البرامج المساندة في كلية الشريعة «تأهيل» في حضور مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان وشخصيات دعوية وأكاديمية واعلامية.
وبدأ اللقاء الذي أقيم في قاعة الشيخ عبدالعزيز بن باز بكلية الشريعة، بكلمة لأمين مجلس إدارة الجمعية الفقهية الدكتور زيد بن عبدالله آل قرون, رحب فيها بالشيخ محمد العبودي, وشكر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على تعاونها في عقد العديد من البرامج العلمية التي تناقش من خلالها الكثير من القضايا الفقهية المعاصرة.
تلى ذلك قصيدة قدمها عضو هيئة التدريس بالجامعة الدكتور زيد بن سعد الغنام, عُرض بعدها فيلم وثائقي يحكي سيرة الضيف.
عقب ذلك بدأ الحوار الذي أداره الدكتور محمد بن عبدالله المشوح, الذي رحب بالشيخ العبودي, كما شكر الجمعية الفقهية على مبادرتها الكريمة بإقامة اللقاء، مبدياً سعادته وسعادة الجميع بهذا اللقاء لأنه يمثل خيط ودٍ بين الشيخ وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
واستهل اللقاء ببداية حياته ففي عام 1345 هـ ولد الشيخ العبودي في بريدة، وألحقه والده في حلقات العلم وقرأ وهو صغير على يد الشخ صالح الكريديس فيما تعلم القراءة والكتابة على يد الشيخ محمد الوهيبي والتحق فيما بعد على قاضي القصيم الشيخ عمر بن سليم، كما طلب العلم على يد الشيخ صالح الخريصي وصالح السكيتي.
وفي عام 1362 هـ توفي الشيخ عمر بن سليم فاختار الملك عبدالعزيز الشيخ عبدالله بن حميد مكانه في التدريس والتعليم الذي وجد في هذا الفتى الصغير نبوغًا وبروزًا يجدر العناية به.
سأله الأب ناصر العبودي قائلاً: ما رأيك في محمد في القراءة؟
فأجاب الشيخ صالح: «والله محمد يفيدنا».
ويعلِّق الشيخ محمد العبودي على ذلك الموقف قائلاً: بطبيعة الحال أنا لا أفيده، ولكنني كنت أقرأ عليه من كتاب؛ فهو إنما يعبر عن تواضعه بأنني إذا قرأت استفاد ممَّا أقرؤه.
ويضيف : جعلني الشيخ ابن حميد أمينا على المكتبة وكنت اهيئ الكتب والمراجع للطلاب لافتا الى أن أول مكأفاة تقاضاها بلغت (40) ريالا .
وفي عام 1363 هـ عمل معلما في مدرسة الفيصلية النظامية ببريدة وبعد خمس سنوات انتقل الى مدرسة المنصورية بعد افتتاحها وعمل مديرا لها إلى أن تم اختياره عام 1373هـ مديرا للمعهد العلمي في بريدة بعد افتتاحه، انتقل بعد ذلك الى العمل في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة الى ان صدر قرارا بتعيينه امينا عاما مساعدا لرابطة العالم الإسلامي، وبقي ممارسا للعمل حتى تقاعده قبل نحو اربع سنوات كانت أولى رحلاته الخارجية إلى إفريقيا امضى فيها نحو ثلاثة اشهر تفقد فيها احوال المسلمين ومشاهداته، ويشير الشيخ العبودي في هذا الصدد أنه يحمل مذكرة صغيرة خلال جولاته يرصد فيها أسماء المدن والشخصيات ورؤساء الجمعيات وابرز المشاهدات.
ودعا الشيخ العبودي بعد جولاته الدعوية لاكثر من 3000 مدينة أكثر من160 دولة الى أن المسلمين بحاجة الى فقه الاقليات القطبية ، لمعرفة احكام الإسلام خاصة في بعض المناطق التي لا تغيب فيها الشمس.
ولدى الشيخ العبودي رصيد وافر من الكتب والمؤلفات بعضها تحت الطبع ومن ابرزها الامثال العامية في نجد والمعجم الجغرافي لبلاد القصيم ومعجم اسر بريدة ومعجم الاصول الفصيحة للألفاظ الدارجة فيما صدر له اول كتاب عام 1384 هـ بعنوان في افريقيا الخضراء الذي ترجم الى عدة لغات.
ونال الشيخ العبودي وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الاولى وكرم في مهرجان الجنادرية عام 13324 هـ بصفته الشخصية الثقافية الى جانب تكريمه من عدة جمعيات ومؤسسات ثقافية وأدبية باعتباره من رواد التاريخ المحلي.
وفي نهاية اللقاء أجاب الشيخ العبودي عن أسئلة الحضور، بعدها سلم مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة مؤلفات لمعالي الشيخ العبودي وهدية مماثلة للدكتور محمد المشوح.