د.عبدالعزيز الجار الله
ارتفاع تعرفة المياه، والأخطاء في قيمة الفواتير العالية، واعترافات معالي وزير الكهرباء والمياه المهندس عبدالله الحصين بوجود هدر مائي تتحمله الوزارة يفتح ملف وزارة المياه وشركة المياه، هذا الهدر المائي الذي تتحمله خزينة الدولة بلا مبرر لو وجه إلى القطاعات الوزارية لتمت معالجة جوانب أساسية في بنية قطاعات: الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية والنقل وباقي التنمية الاجتماعية الشاملة. بدلاً من تهدر الأموال على مياه تضيع في رمال الدهناء أو صخور الصمان أو في شبكة إحياء المدن.
يضاف إلى هدر الشبكة التي اعترف بها الوزير هناك هدراً للماه بسبب إهمال كمية الأمطار التي تنزل وتتساقط على المملكة وتحول بعض المدن إلى مدن وأحياء منكوبة بسبب الفيضانات والبحيرات والأودية الهادرة التي تداهم المدن والطرق وتعرض الدولة والمجتمع إلى خسارتين الأولى في الإنشاء والثانية في معالجة الكارثة والإنقاذ وإعادة البناء.
البناء الطبوغرافي للمملكة عبارة عن شبكة من الأودية ترفد بعضها إلى مصارف كبيرة من الأودية ناقلة لمياه الأمطار تصب إما في البحر أو في الرمال أو في سبخات وقيعان جرداء، فالذي لا يصب في البحر يتبخر بفعل سطوع وإشعاع الشمس والقليل يذهب لمخزون الطبقات الجوفية الحاملة للمياه، وبذلك نهدر ثروة وطنية غالية وثمينة أضعناها على مدى سنوات طويل، أمطار تنقلها فحول الأودية لمئات الكيلومترات دون استثمار، لماذا لا توقف وزارة المياه هذا الهدر والاستنزاف وتستثمره لصالح شبكة المياه أو تحويله للسقيا والزراعة؟ بدلاً من أن يضيع في البحر أو في تجاويف الهضاب وفي ثنايا حبات الرمل.
أبرز الأودية الكبيرة والتي يذهب مياهها هدراً للبحر الأحمر ونخسر ثروات مائية عذبة هي أودية عديدة، وهنا سأذكر طول الأودية التي تصب بالبحر مباشرة دون روافدها ومنها أودية: الحمض 400كم، عفال 170كم، الأبواء 170كم, حلي 160كم، بيش 155كم، يبة 150كم، قنونة، دامة، حلية، القاحة، الأحسبة، الليث، ضمد، دوقة، عتود، وادي جازان، خلب، تعشر. ومن نماذج المياه المهدرة التي تنتهي في البحر وادي الحمض حيث يبلغ طوله باسم وادي الحمض (400) كيلومتر ترفده أودية كبيرة من منطقتين المدينة المنورة وتبوك، روافده أودية: العقيق، الجزل 280كم، خيبر، العيص. تصب مياه وادي الحمض في البحر الأحمر جنوب مدينة الوجه.