أمير منطقة الحدود الشمالية: «وعد الشمال» مشروع تنموي يعزز الاقتصاد الوطني ككل ">
الجزيرة - الرياض:
وقف صاحب السمو الأمير الدكتور مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد أمير منطقة الحدود الشمالية، على منظومة المشاريع الجاري تنفيذها في مدينة وعد الشمال لتطوير مدينة متكاملة للصناعات التعدينية، ترتكز على موارد الفوسفات والجير والغاز غير التقليدي المتوافر في منطقة الحدود الشمالية. حيث اطلع سموه خلال زيارته أمس لمدينة وعد الشمال، بحضور وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي، والرئيس وكبير المديرين التنفيذيين لشركة معادن المهندس خالد المديفر وكبار مسؤولي وأعيان المنطقة، على المخطط العام للمشروع حيث خصصت مساحة 290 كم مربع للمدينة، إضافة الى 150 كلم مربع لمشروع شركة معادن للصناعات الفوسفاتية ومشاريعها الأخرى، وبذلك يكون اجمالي المساحات المخصصة 440 كلم مربع.
وقد أثنى أمير منطقة الحدود الشمالية على ما شاهده من تقدم كبير في انجاز عناصر المشروع، والذي ستكون له انعكاساته التنموية ليس على المنطقة فحسب بل على الاقتصاد الوطني ككل، مشيرا إلى أن تحديد الأهداف والتناغم مع تطلعات القيادة حقق للمشروع النجاح المطلوب، وهو ما جعلنا متفائلين أننا سنرى قريبا عملاقاً اقتصادياً ينطلق من هذه المنطقة ليؤكد أن التنمية في بلادنا هي تنمية شاملة ومتوازنة تستهدف جميع المناطق. وقال سموه: أجدها فرصة مواتية لأن أجزي الشكر لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ولسمو ولي العهد، ولسمو ولي ولي العهد، على ما تجده المنطقة من دعم جعلني وكافة مسؤولي الإمارة في موضع مسؤولية يومية لتحقيق توجيهات القيادة بتلمس احتياجات المواطنين وتحقيقها في هذا العهد الزاهر، مشيراً إلى أن مشروع وعد الشمال وما يجده من عناية واهتمام من كافة الجهات هو تأكيد على رؤية القيادة الثاقبة في إيجاد كيان تنموي ستكون له انعكاساته الاقتصادية والاجتماعية على المواطنين في المنطقة.
من جهته عبر المهندس علي النعيمي عن شكره لأمير منطقة الحدود الشمالية على اهتمامه بالمشروع ومساندته، مؤكداً بأن العمل على تنويع مصادر الدخل الوطني وتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة هو ما تسعى إليه حكومة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، وولي ولي العهد - حفظهما الله، ومن ذلك تنمية الاستثمار في الصناعات التعدينية وفي الغاز، مشيراً إلى أن مشروع مدينة وعد الشمال يعتبر من المشاريع المهمة لتحقيق هذه الأهداف، إذ تبلغ الاستثمارات المتوقعة في المصانع والبنية الأساسية نحو 36 مليار ريـال، فيما يتوقع أن يضخ 15 مليار ريال في الناتج المحلي الوطني، ويوفر ما يزيد عن 20 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة عند اكتمال جميع مراحله، وسيكون أحد أهم مخرجات هذه المشاريع كفاءات بشرية مؤهلة تكون رافدا للتنمية الصناعية في المملكة.
كما أعرب وزير البترول والثروة المعدنية عن سعادته بالتقدم في سير أعمال البناء والتشييد في المشروع بجميع عناصره والتي تنفذها العديد من الوزارات والشركات مع التزامها بمواعيد الانجاز حسب الجداول المقررة، شاكراً لشركة معادن بمسؤوليها وشبابها قيادتها لأعمال البناء والتشييد في المراحل الأولى للمشروع والتزامها بإيصال أهداف المشروع التنموية للمنطقة وأهاليها.
من جانبه، أشار المهندس خالد المديفر إلى أن أرض المشروع التي كانت قبل أقل من عامين أرضُ فضاء، تشهد اليوم نتاج رغبة الدولة ورؤيتها في أن تمتد يد التنمية إلى جميع مناطق المملكة لتحقيق الرفاه لمواطنيها. وقال: ها نحن نستظل بصرح من صروح التنمية في أول مدينة صناعية عملاقة بعيدة عن السواحل والمدن الرئيسية «مدينة وعد الشمال» التي ستكون لها انعكاساتها التنموية على اقتصاد المملكة ككل ومنطقة الحدود الشمالية على وجه الخصوص، مشيرا الى أن التطور الكبير في أعمال البناء في مراحل المشروع يعود بعد توفيق الله إلى دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين، مثمنا جهود وزارة البترول والثروة المعدنية بالإشراف المباشر وتذليل الصعاب بالتوجيه والمساندة وكافة الشركاء من القطاعين الحكومي والخاص.
كما عبر عن شكره لإمارة منطقة الحدود الشمالية وكافة قطاعات الدولة في المنطقة نظير دعمها وتعاونها خلال كافة مراحل المشروع المنجزة.
ولفت المهندس المديفر إلى أن الشركة ومنذ أن أوكلت لها مهمة تأسيس مدينة وعد الشمال حرصت على تحقيق أهداف المشروع التنموية ومن ضمنها دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة حيث بلغ ما أنفق على المشتريات المحلية والموردين ومزودي الخدمات في المنطقة ما يقارب 650 مليون ريال. كذلك سعت الشركة إلى تدريب وتأهيل الشباب من أبناء المنطقة للعمل في مشاريعها بصورة مباشرة أو من خلال إلزام «مقاولي المشروع» بتخصيص نسبة من الوظائف لأبناء المنطقة بحيث لا تقل عن 12 بالمائة، وقد تم تأهيل وتدريب واستقطاب ما يقارب من ثلاثة آلاف موظف سعودي للعمل في المشروع بلغت نسبة أبناء المنطقة منهم نحو 75 في المائة متوقعا تزايد العدد مع استكمال برامجنا التدريبية لصالح المشروع.
موضحا أن «معادن» أبرمت مذكرة تفاهم مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، بهدف تدريب 500 شاب من أبناء المنطقة تمهيداً لتوظيفهم لدى مقاولي المشروع، وقد تم تدريب وتوظيف أكثر من 423 موظف عن طريق البرنامج حتى الآن على أن يستكمل العدد منتصف 2016.
وحول التطورات الميدانية في مسار بناء المشروع، قال المديفر: قطعنا شوطاً كبيراً في تنفيذ المرحلة الاولى (أ) من مشروع تطوير مدينة وعد الشمال وسنواصل استكمال المراحل المسندة إلينا لترجمة رؤى الدولة في بناء المدينة ككيان اقتصادي يحقق التنمية المستدامة بمنتجات تنافسية سعودية. كما سلط الضوء على مراحل انجاز مجمع شركة معادن وعد الشمال للفوسفات، موضحا أن مراحل الانجاز في هذا المجمع الصناعي الضخم بلغت نسب كبيرة تتجاوز في متوسطها الـ 70 في المائة من بناء سبع مصانع عملاقة مع مرافقها الصناعية.
ومن ثم شاهد سمو أمير المنطقة فيلماً وثائقياً يحكي قصة المشروع والانجاز الحالي في عناصره الصناعية والسكنية والبنية التحتية التي تقوم بها شركة معادن تحت مظلة وزارة البترول والثروة المعدنية وبمشاركة العديد من الوزارات والشركات والهيئات.
هذا، وقد تفقد سمو أمير منطقة الحدود الشمالية ووزير البترول والثروة المعدنية تطورات العمل في مشروع مجمع معادن للفوسفات، والذي بلغت نسب الانجاز فيه مراحل متقدمة، مما يعد مؤشراً لالتزام «معادن» بالانتهاء من بناء المجمع بنهاية العام الحالي 2016م.
كما اطلع على شرح مفصل عن شركة معادن وعد الشمال للفوسفات ومجمعها الصناعي الذي تقيمه بتكلفة تقدر بـ 30 مليار ريال، ويضم 7 مصانع عملاقة بمستوى عالمي منها 5 مصانع بخدماتها ومرافقها المتكاملة في موقع المشروع في مدينة وعد الشمال ومصنعين في مدينة رأس الخير الصناعية، ومن المخطط أن تكتمل أعمال الانشاءات فيه بنهاية العام 2016.
كذلك وقف سموه على سير الأعمال بالشركة ومبادرات التنمية المحلية التي تضطلع بها لإيصال الأثر الاجتماعي والاقتصادي المأمول لمنطقة الحدود الشمالية.
وتفقد سموه أيضا مركز التنمية المحلي والاستثمار الذي أسسته «معادن» في مدينة وعد الشمال بهدف تعزيز الاستثمارات في هذه المدينة الواعدة وربط طالبي العمل بالشركات وفق الاحتياجات المتاحة، حيث نجح في تسجيل الشركات المحلية الراغبة بالعمل مع المشروع وبلغ المستفيدين من المشروع أكثر من 100 مؤسسة ومزود خدمة من المنطقة، وبلغ حجم المبيعات للفرص الاستثمارية المحلية الجديدة المواكبة للمشروع نحو 130 مليون ريال مع نهاية 2015.