د.عبدالملك المالكي
مباراة بلا خشونة، هي الصورة الوحيدة التي تراءت لي وأنا أهم بخط قلمي بمساحة (بصريح العبارة) لهذا الأسبوع.
ولعل ما تختزنه الذاكرة لأحداث مشابهة زماناً ومكانا.. تُجبرك قسراً على استحضار صورة ما؛ صورة، تركت أثراً إيجابيا أو على النقيض تماماً تكون قد حفرت في الذاكرة ذكراها.. سلبياً.
هذا المساء بلقاء العمالقة «الأهلي والاتحاد» تتم الذكرى الثالثة لأحداث مشابهة تماما (زماناً ومكاناً).. ففي أوائل ابريل 2012 م بذات الموسم الذهبي الذي كان الأهلي قريبا جدا من حصاده؛ كان قد وقع نجما الأهلي واهم محترفيه حينها (بالومينو وعماد الحوسني) ضحية لعنف مركز من سعود كريري وأسامة المولد ورضا تكر.. أكمل الأهلي على إثرها الدوري دون خدمات مهاجمه الأول حينها ومحور الفريق الأساسي.
هنا سجلت أرشفة النت بعضا من تصاريح «الضحايا» حينها واللذان ذرفا الدموع حزناً وألماً.. لما أصابهما وتأثر فريقهما فنياً مما أفقده الحسم أمام الشباب يوم 14 ابريل 2012م.
يقول الكولومبي بالومينو، بأن نظيره الاتحادي سعود كريري تعمد إصابته، مؤكدا أن دخول الأخير «لم يكن بغرض استخلاص الكرة بل البحث عن إصابتي»، مبرراً «تساقط دموعه» على مقاعد البدلاء بتأثره الشديد جراء الإصابة، ومضيفا «كل ما أخشاه أن تغيبني هذه الإصابة في إكمال مشواري مع فريقي الطامح في لقب الدوري»، واعتبر أن الحكم البلجيكي للمباراة تعامل بإهمال مع الاندفاعات الاتحادية الخطرة.
فيما كان الضحية الثانية عماد الحوسني الذي غادر الموسم قبل نهايته بضربة خطرة بمفصل الركبة، فقد تناوبا تكر بالضرب المتعمد دون كرة تارة وأكمل المسيرة أسامة المولد.. ليحرما أفضل مهاجم عربي بالدوري السعودي وفريقه من بطولة كانت في متناول اليد التي حرمتها ذلك الحق أيادي وأقدام من استجابوا لشحن إداري وإعلامي حين كانت البطولة إدارياً.. هي فوزهم على «الأهلي» فقط.
ولربما كانت الصورة التي أشرت إليها أو مجرد تذكر أحداثها غير ذي جدوى بلقاء هذا المساء أو هَكَذَا يرى بعضهم؛ إلا أن ما رشح في الإعلام الأصفر الذي يقوده صبية التدميري؛ من التهديد تلميحا بمشاركة «أحد أبطال المفاصل» سابقا؛ فإنه ومن الحكمة التي لا تقبل التأويل أو الجدال أن يُذّكَر الجيل الحالي في كلا الفريقين وكل الأندية أن من يصنع لنفسه وفريقه مجدا سيذكره الكل بالطيب أينما حل وارتحل ومن كان بطلا في إعاقات زملائه بين الأربطة ومفاصل وضرب دون كره وغيرها من سوء السلوك فلن يذكره الجميع إلا بعين الاشمئزاز وذاكرة لا تتمنى وجود أمثالهم في هكذا لقاءات نتحسر معها على مشاهد عنف عاركل من حرض وساهم في خلقه من العدم.
خُذ عِلْم
حتى الخبير الخلوق المربي الفاضل الأستاذ طارق كيال لم يسلم من «كف الفراعة» ولا من اعتداء «المولد» حينها.. ففي المباراة المؤهلة للنهائي الآسيوي ثارت ثائرة المشحونين دوما بلا داع «غير» إرضاء لمن يشحنوهم آناء الليل وأطراف النهار إعلامياً وإدارياً.
تكفون جَمّلوها.. جمل الله حالكم.. واعلموا أنكم تمثلون كرة وتنافسا وخلق شباب «المملكة العربية السعودية» وهذا وحده كاف لكي تُلعب مباراة.. نبارك لمستحقيها سلفا.. ونشدد على إصر خاسرة «فنياً».. والله تعالى من وراء القصد.
ضربة حرة:
وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً
تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ