هدى بنت فهد المعجل
فيما مضى كشفت نتائج مختبرية بمنطقة من مناطق المملكة عن أن 20 % من المياه المتداولة غير صالحة للشرب!!. حيث أوضح المختبر المركزي للأغذية والدراسات البيئية بالأمانة فحص عينة من المياه الواردة من البلديات بحاضرة تلك المنطقة الشرقية خلال شهرين وأظهرت النتائج وجود مياه غير مطابقة للمواصفات، ومن بين 86 عينة تم اختبارها وجدت 15 عينة غير مطابقة!!.
وبما أني استرجع تلك المعلومة التي لم يعد لها وجود في الوقت الحاضر دعوني أعود قليلاً إلى دراسة فرنسية حديثة حول تلوث مياه الشرب، أثبتت الدراسة التي قام بها الباحث (جان كلود لوفيفر) حول نوعية المياه في فرنسا أنه بحلول عام 2015 لن تنطبق المواصفات الصحية المتبعة حالياً في تصنيف مياه الشرب على ثلاثة أرباع المياه العذبة!!. فهل المشكلة عالمية؟ أو يحتمل أن تصبح عالمية، ونحن لم نتتبع وضعها في دول أخرى، رغم توقعي أن الوضع -وضع وجود مياه غير صالحة للشرب- تشرب عالميا، وليس محليا أو إقليميا!!. فأي منظمة ستتكفل بعلاج المشكلة قبل استشرائها، ونحن ندرك الخطر المحدق بصحة من يتناول مياه غير صالحة للشرب. فهل بيننا من يجهل ذلك الخطر؟ أو يجهل الأمراض المنقولة بالماء؟!!. أو لم يسمع بأن تلك الأمراض تسببت في وفاة 2.2 مليون طفل دون سن الخامسة جراء الجفاف الناتج عن الإسهال لمن تناول أو يتناول مياها ملوثة أو غير صالحة للشرب. فتناول كوب واحد من المياه المشكوك فيها يمكن أن يعرض شاربه على الغالب لخطر جرثومي، وإن يكن خطراً قصير الأمد إلا أنه يبقى خطراً يهدد الصحة. فماذا عن الخطر طويل الأمد؟!!. أو عن أمراض ذات علاقة بالمياه كما ذكرتها (أخصائية طب مهني وبيئي) كـ(الكوليرا، التيفوئيد، التهاب الكبد الفيروسي صنف (A) وداء الجيارويات، وداء الاميبيات، وداء التنينات، وهناك أمراض ذات علاقة بقلة النظافة الشخصية نتيجة لشح المياه كالزهار العضوي، والإسهال المعوي، وحمى نظيرة التفيه، والدودة الدبوسية، وداء الاميبيات، والجرب، وتسمم وتعفن الجلد، والقرحة، والقمل، والتيفوس، والتراهوما، والتهاب الملتحمة. في حين هناك أمراض ذات علاقة بالإصحاح غير الملائم كالديدان الشعرية، والإسكارس، وداء الصفر، وداء شعرية، والذيل والدودة الشريطية، وهناك أمراض يقضي الطفيلي فيها جزءاً من دورة حياته في المياه - الطفيليات كداء المنشقات والبلهارسيا أما داء التنينات (الدودة الغينية) فهي من الأمراض التي يقضي الناقل فيها جزءاً من دورة حياته في المياه وكذلك الملاريا. كما نلاحظ، هناك أمراض ربما لأول مرة نسمع بها، بيد أن تلوث المياه أو المياه غير الصالحة للشرب تسببت أو تتسبب بها. فما الذ يلوث اتلك المياه؟
مياه المجاري، المخلفات الصناعية، المواد المشعة، المخلفات البشرية، التلوث الطبيعي وتكون من الانجراف الحاصل للموّاد المؤديّة للتلوّث ولبعض من الفضلات، إلى المحيطات ومياه البحار ، المخصّبات الزرعيّة: من المواد الملوّثة للماء والخطرة نظراً لقدرة وصولها إلى المياه الجوفيّة، وبالتالي تلوّثها، إلى جانب قدرة هذه المخصبات الزراعيّة على الانتقال عن طريق كلّ من الصرف والسيول إلى المُسطّحات المائيّة بكافّة صورها والمياه السطحيّة، المبيدات أيضاً من مُسبّبات التلوّث، حيث تنساب هذه المبيدات مع مياه الصرف إلى المصارف، ممّا يؤدّي إلى جانب تلوّث المياه إلى قتل الكائنات البحريّة الكثيرة إضافةً إلى الأسماك.