حمد بن عبدالله القاضي
المهرجانات على مختلف أنواعها توجد الحراك الاجتماعي والثقافي والترفيهي والتثقيفي فضلاً عن إسهامها بالتنمية الاقتصادية والتنموية وتوفير فرص العمل للشباب! .
وللمهرجانات الثقافية تحديداً دور مهم في نشر الوعي والتشكيل الثقافي.
لقد سعدت أن حضرت وشاركت في أحد أهم المهرجانات الثقافية في نسخته الخامسة الذي تقيمه منذ عقد من السنوات الجمعية الصالحية بعنيزة عبر ذراعها التنفيذي ب(( مركز المربي صالح بن صالح الثقافي الاجتماعي )) ذلكم هو مهرجان عنيزة للثقافة الخامس.
***
وقد كان المهرجان حافلاً وجميلاً ضمّ أربع مناسبات.
- افتتاح المهرجان بحفل متميز الفقرات افتتحه سمو الأمير المثقف د/ فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، وسط حضور نخب من المثقفين والأدباء من كافة أرجاء الوطن.
- تدشين كتاب عن أحد رموز الوطن
(( د/ عبدالعزيز الخويطر وسم على أديم النزاهة والوطن )).
- المساهمة في التعريف بجمعية رعاية مرضى الكبد ومساندة الثقافة في دعمها.
- تكريم رواد ورائدات من هذا الوطن نذروا عمرهم لخدمة تنميته وثقافته وعلى رأسهم معالي د/ عبدالعزيز الخويطر رحمه الله، والأديب العالم أبو عبدالرحمن بن عقيل، وأ/د/ عبدالله بن صالح العثيمين، والأديب الرائد أ/ عبدالفتاح أبو مدين، والشاعر المعروف أحمد الصالح (( مسافر )).
***
وقد أطلق سمو الأمير فيصل بن مشعل دعوة موفقة جاءت بوقتها حيث طالب المثقفين والكتاب بتسخير أقلامهم وعقولهم لمحاربة الفكر المنحرف، وبلورة سماحة الإسلام، وتبيان منهج هذا الوطن بالاعتدال، وإبراز جوانب منظومته الحضارية والثقافية.
وأما معالي الشيخ عبدالله العلي النعيم أول من دعا إلى إنشاء هذه الجمعية التي تقيم هذا المهرجان فقد تحدث عن النهضة التي شملت المملكة مبيناً ما تحظى به منطقة القصيم من تطور تنموي وثقافي بدعم الدولة، وجهود أميرها المحبوب فيصل بن مشعل وعبر عطاءات أبناء المنطقة، كما أبان عن أهداف هذا المهرجان في نشر الثقافة والوفاء لمن أعطوا وبذلوا لهذا الوطن من النساء والرجال.
وأعقبه د/ إبراهيم بن عبدالرحمن التركي الذي ألقى كلمة المهرجان بأسلوبه المتفرد وإلقائه العذب، وقد وصف أحد الحضور كلمته بأنها((قصيدة)) لشاعرية كلماتها وقد دعا فيها إلى أن تغير المهرجانات من طروحاتها المعتادة إلى التجديد بمناشطها بما يتناغم مع الزمن.
ثم تلاه د/ عبدالرحمن الشبيلي بكلمة ضافية شاملة تحدث فيها عن المكرمين بشكل مكثّف معرّفاً بسرد معبر بجهود وعطاء كل واحد من المكرمين الخمسة.
ومن بين فقرات الحفل شدت الحضور تلك اللوحة الإنشادية ((الأوبريت )) التي أبدع شعرها الشاعر الكبير أحمد الصالح، وأعدها أ/سعد المسمى وقام بأدائها شباب (( عنيزي )) أجادوا وأثروا وهم ينشدونها بلحن عذب صاحبه صور مختارة عن الوطن والقصيم وعنيزة، وقد قام بإخراج هذا (( الأوبريت )) المخرج المسرحي المبدع علي السعيد المعروف ذي التجربة الإخراجية الطويلة والناجحة.
ثم تم تدشين كتاب معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر الذي صدر وفاءً له واحتفاء بما قدمه للوطن والثقافة.
وختام الحفل ((المسك)) تكريم الرواد من قبل سمو الأمير.
***
- وقد تزامن مع حفل الرجال حفل نسائي مماثل بفقرات متميزة بديعة، ووسط حضور نخب من المثقفات من محافظة عنيزة ومنطقة القصيم ومن خارجها.
وكما تم تكريم رواد الرجال فقد تم تكريم رائدات هنّ الأخريات خدمن الوطن بكل تفان وفي مقدمتهن سيدة الخير الأميرة نورة بنت محمد حرم أمير منطقة الرياض التي لا تزال سنابل خيرها ماثلة بمنطقة القصيم وثاني المكرمات السيدة الراحلة والمحسنة الكبيرة موضي البسام -رحمها الله- التي عُرفت بمروءتها وشهامتها وكرمها أيام فترة توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز الذي أطلق عليها رحمه الله لتقديره لأعمالها الكبيرة (( إذا جاك ولد سمّه موضي )) ، كما كرمت السيدة الفاضلة أ/ فاطمة التركي التي خدمت في ميدان التعليم طويلاً ثم أنشأت جمعية نسائية اجتماعية ترعى وتساعد وتدرب بنات مدينتها ، كما تم تكريم لما أسهمن بعطاءات اجتماعية وتربوية وإنسانية مشهودة وهن أ/ مضاوي السبيل ، و أ/ نوال العجاجي ، و د/ نورة الصويان وقد عرفن جميعاً بما قدمن لمجتمع ونساء القصيم.
ثم بعد ذلك توالت النشاطات الثقافية والفنية على مدى ثلاث ليال للرجال في قاعة معالي الشيخ عبدالله النعيم وللنساء بمركز الأميرة نورة بقاعة الشيخ محمد العامودي.
وقد كانت موضوعات هذه المناشط متنوعة بندواتها ومحاضراتها ومعارضها الرجالية والنسائية.
***
* وبعد:
تحية لكل الكفاءات النسائية والرجالية في الجمعية الصالحية بعنيزة وبمركز المربي ابن صالح ومركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن على ما بذلوه من جهد كبير، وتنظيم رائع وما أعدوه من برامج رائعة منوعة شدت الحضور وعلى رأس هذا الفريق الأستاذ صالح بن محمد الغذامي الذي سهر وبذل وعمل مع زملائه بكافة اللجان طوال المدة الماضية، فكان هذا النجاح للمهرجان ناجحا: مناشط وإعدادا وتنظيماً وتغطية إعلامية كبيرة.
كما أحيي القائمات على النشاط الثقافي النسائي، برئاسة م/ ندى النزهه التي قادت فريقاً نسائياً من بنات عنيزة ليقدمن نشاطاً ثقافياً ناجحاً بهذا المهرجان سواء ببرنامج تكريم الرائدات، أو تنظيم الندوات، والمعارض والاحتفاء بضيفات المهرجان.
وخلف هؤلاء جميعاً مؤسس هذه الجمعية ومراكزها وأبوها الروحي ورئيس مجلس إدارتها الشيخ عبدالله العلي النعيم، يعاضده نائبه المربي الأستاذ/ إبراهيم محمد السبيل الذي كانت الجمعية وفية له حيث افتتح سمو الأمير فيصل بن مشعل جناحاً ثقافياً خاصاً باسمه وسط مبنى مركز المربي ابن صالح.
لقد كان المهرجان: أيقونة ثقافة ووفاء وتكريم ونجاح.