عثمان أبوبكر مالي
تجاوبت الرئاسة العامة لرعاية الشباب مشكورة مع طلبات وشكاوى العديد من أعضاء الجمعية العمومية لنادي الاتحاد، ومن المهتمين والغيورين عليه؛ فاختارت موعدًا جيدًا وتوقيتًا مناسبًا، فيه متسع من الوقت لاستدعاء الجمعية العمومية وعقد انتخابات لاختيار رئيس وأعضاء مجلس إدارة جديد للنادي، يقود النادي خلال السنوات الأربع القادمة، وفقًا (للائحة الأساسية الموحدة للأندية الرياضية) التي تم اعتمادها في مستهل العام الجاري.
تجاوز القرار الصادر بعض الملاحظات بل الأخطاء التي وقعت في الجمعية السابقة، والتي جاء إثرها الرئيس والإدارة الحالية (التكميلية) قبل عامين ونصف العام، وتحديدًا عندما أعلنت الرئاسة في بيان رسمي قرارها المفاجئ في العاشر من يناير 2014م، وطلبت فيه من الاتحاديين إجراء الانتخابات (خلال أسبوع واحد) من صدور البيان؛ ليقتصر التصويت في تلك الانتخابات على قائمة ضمت (257) ناخبًا فقط من أعضاء الجمعية العمومية. وربما كان للقرار في حينه أسبابه التي كانت موضع جدل الاتحاديين وغيرهم.
البرنامج المعلن للجمعية القادمة تستمر فيه الملاحظات (المهمة) جدًّا؛ فهو جاء وقد خلا من خطوتين أساسيتين ومهمتين في (المراحل الانتخابية)، بصورة سيستغربها من هو على دراية واطلاع بمثل هذه العمليات الديمقراطية..
أولاهما مرحلة (انسحاب المرشحين للانتخابات)، وهي عادة تتم قبل إعلان القائمة النهائية للمرشحين، وهي مرحلة مهمة جدًّا لمن يدرك (واقع) الانتخابات واختيارات الجمعية، وما يطلق عليه البعض (لعبة) الانتخابات التي تصب أحيانًا لمصلحة القائمة المرجوة أو المستحقة، خاصة أن الانتخابات ستتم بنظام (القوائم).
الخطوة الثانية هي مرحلة (حملات الدعاية الانتخابية) وبرامج القوائم المرشحة، وتتم عادة قبل مرحلة الاقتراع، وتُمنح فيها فترة كافية وأيامًا (محسوبة) للقوائم المرشحة لتقديم نفسها وأفكارها وخطواتها ووعودها وبرامجها للناخبين، وهي مرحلة مهمة جدًّا لأعضاء الجمعية العمومية ومستقبل تعاملهم مع الإدارة ومحاسبتها، فإذا تمت الانتخابات من غير أن تقدم كل قائمة برنامجها وخطواتها ومستقبل عملها في النادي فكيف وعلى أي أساس يتم مستقبلاً متابعتها ومواجهتها من قِبل الجمعية العمومية، إذا أراد الأعضاء ممارسة حقهم القانوني؟ وسواء اتفق أو قبل بها البعض فإن النظام يفترض أن (يكفله) للمرشحين والناخبين معًا..
كلام مشفر
· برنامج الانتخابات المعلن يضع أعضاء الجمعية العمومية لنادي الاتحاد في محك وامتحان حقيقي؛ فأمامهم أكثر من شهر كامل لقيد أسمائهم (إن كان النظام يسمح)، وأمام الأعضاء القدامى فرصة تحديث بياناتهم في القائمة، وحضور الجمعية العمومية.
· المرحلتان اللتان لم تردا في البرنامج، سواء أكان ذلك عن قصد وتغافل أو عدم اهتمام، يمكن تداركهما، ووضعهما في البرنامج، وإعلان ذلك، ولن ينتج منه سوى تمديد العملية الانتخابية برمتها فيتأخر موعد الاقتراع أسبوعين على الأقل.
· بخلو البرنامج المعلن من مرحلة (حملات الدعاية الانتخابية) فإن أي قائمة تقوم بأي نوع من الدعاية المباشرة أو غير المباشرة يعني أنها تخالف التعليمات، ويعرضها ذلك (للطعن) الرسمي من قِبل القوائم الأخرى المرشحة.
· وربما قدمت قائمة مرشحة طعنها ضد (اللجنة العامة للانتخابات) نفسها أمام لجنة (الطعون والمخالفات الانتخابية) لعدم إدراج هذه المرحلة المفصلية في برنامج الانتخابات.
· من الملاحظات المهمة حول قرار إعلان البرنامج: طالب مكتب رعاية الشباب بجدة بتسليم (القوائم المالية) لمن يرشح نفسه، والصحيح أن يتم تسليم هذه القوائم لكل من يطلبها من (أعضاء الجمعية العمومية) قبل أن يرشح نفسه، خاصة أن الترشيح سيكون بنظام القوائم.
· الأحداث التي مرت بنادي الاتحاد خلال الفترة الماضية، وتعامل رئيس النادي إبراهيم البلوي معها، ربما كشفت لبعض الرافضين صحة الآراء المعترضة تسلمه المنصب و(الكرسي الساخن)، وواقع رؤيتهم وأسباب رفضهم وانتقاداتهم المسبقة.
· ولعل في مقدمة تلك الأحداث التصريحات (اللاذعة) ضد بعض منسوبي النادي من أعضاء الشرف، والوصف والهجوم الكاسح ضد الحكام واتحاد الكرة، والبيانات الصادرة والصدام الفردي والجماعي مع عدد من لاعبي فريق كرة القدم.
· وحتى إن كان التفسير من قِبل البعض بأن ذلك هو (دفاع عن النادي) فبكل بساطة يمكن الرد عليهم بعبارة (ما هكذا تورد الإبل)، ولعل (أبا العنود) كان عليه أن يستفيد من (تجربة) أخيه الرئاسية بدلاً من أن (يجدف وحيدًا)!
· الرد العملي في الميدان على المستطيل الأخضر هو السلاح القوي الذي يظهر به ويستخدمه دومًا لاعبو الإتحاد في وجه المتطاولين عليهم ومتسلقي الشهرة على حسابهم. الفرصة متاحة اليوم لنجوم هذا الجيل لفعل وتكرار ذلك.. يا نمور (الميدان يا حميدان).