خالد الربيعان
مازلت على وعدي بمقال منفرد عن ليسترسيتي إذا ما فاز بالدوري، هذا الفريق يتحداني كل أسبوع ويؤكد أن القانون الوحيد في كرة القدم انه لا يوجد قانون.
فقط يستوقفني شيء في غاية الغرابة، وجدت أن جيمي فاردي قد دخل التاريخ فعلاً بشكل منفرد، لا يوجد أحد في تاريخ كرة القدم يشبه فاردي من قريب أو بعيد، حتى مارادونا.
فاردي يلعب كرة القدم بشكل شبه احترافي طيلة حياته ولم يلتفت إليه أحد حتى بلغ الـ29 سنة، فأصبح اللاعب الوحيد في تاريخ الكرة الذي انفجر كحبة الفشار في اللحظة الأخيرة من عمره الرياضي.
سجل فاردي 11 هدفا متتاليا في 11 مباراة أول رقم قياسي له أطاح فيه بأحد أساطير كرة القدم الانجليزية فان نيستلروي الذي كان يحتل هذا الرقم بـ10 أهداف متتالية.
الديلي ميل والتليجراف البريطانية قاموا بسرد قصة عجيبة يمكن اعتبارها فكرة رائعة في التسويق الرياضي، شركة ووكر الشهيرة في مجال المأكولات أطلقت كمية محدودة من الشيبس الخاص بهم الذي تنتجه بصورة اللاعب وعلى الغلاف كتبت بطعم «فاردي المملح».
في أوروبا لا حدود للإبداع في مجال التسويق، هذه النسخة المحدودة من الشيبس جاءت بـ32 ألف كيس فقط، تم توزيعها على الحاضرين بمدرجات ليستر في مباراة تشيلسي في ملعب «كينج باور».
الغرابة لا تتوقف، أحد العباقرة أو المجانين لا نعلم من أين قام بسرقة، أو تسريب، كرتون واحد من هذا الشيبس، وقام بعرضه للبيع على eBay مقابل مليون جنيه إسترليني إنه الجنون.
من ناحية أخري فاردي انتقل لـ ليستر سيتي مقابل مليون وربع جنيه إسترليني فقط! هل تعلمون أن هناك أكثر من مائة لاعب سعودي قيمتهم أكبر من فاردي ولن أقول يؤدون أولهم من الشهرة مثل فاردي ! بل أن تخرج من خلالهم فكرة تسويقية واحدة ناجحة مثل قصة فاردي ؟!.
لاعب مثل النصراوي يحيى الشهري مثلاً في سن 24 وأول عقد له على الإطلاق كان بحوالي 50 مليون ريال! أي 10 فاردي! بل إن هذه الصفقة أعلى من صفقات 10 لاعبين من نجوم أوروبا مثل هوندا وفيا وكاسانو! بل أعلى من صفقة دي بروين الشاب إلى تشيلسي.
ورغم ذلك لم يستفد النادي أو المنتخب أو الدولة مثلاً بفكرة تسويقية عبقرية مثل التي اشرنا إليها عن فاردي! شيء عجيب.
أقول لكل الأندية: إن المقياس الوحيد لنجاح أي لاعب كرة أو رياضي عموماً هي ما يحققه تسويقياً للكيان المنتمي إليه ..فابحثوا عن فاردي الخاص بكم.
أرباح:
نرجع إلى فاردي ونقول: إن ليستر بفضله ضمن مركز في دوري الأبطال! وهذا يجعل الرعاة الكبار سيكونون عنوانا للفريق السنة القادمة! حتى إن رئيس النادي قال: إن ما نحققه الآن هي أسس تسويق الفريق على المدى البعيد.
بفضل فاردي ومحرز ورفاقهم أصبحت إيرادات ليستر 104 مليون يورو لأول مرة منذ 100 سنة، انفجار فاردي في الملعب جعل (أرباح) ليستر 26 مليون إسترليني، بعد أن كانت الموسم الماضي (خسارة) 21 مليونا.