كتب - محمد عبد الرحمن:
منذ مدة ونحن نرقب خطى الفنان ماجد المهندس والذي يزاحم بثقة مفرطة للجلوس بـ(صوته) مع قائمة الكبار، ونقصد بالكبار المؤثرين في موازين القوى الفنية، له خطى باتت اليوم «مؤثرة» ومثيرة للاهتمام، بل إن حضوره هذه الفترة أصبح أكثر «إبهارا». أهو ذكاء منه، أم صوت وجد المستمع فيه ضالته، أم هناك أوقات مناسبة للظهور وأخرى للاختفاء، أم هي كاريزما، أم أنها أخلاق «فرسان» مثلما يحكي عنه كل الذين اقتربوا منه، أم أن كل شاعر وملحن ومستمع وجد مبتغاه في صوته العذب؟ لا مبالغة إذا قلنا إن كل الصفات أعلاه، اجتمعت في ماجد المهندس حتى غدا اليوم (رقماً) صعباً في بورصة الأغنية الخليجية والعربية، وله قاعدة جماهيرية تنمو كل يوم.
ماجد المهندس يعرف من أين يأكل كتف الأغنية جيداً. بالأمس القريب طرح ماجد المهندس أغنية (هدوء)، ولعلَّ الأغنية بكلماتها ولحنها وأدائها جعلت كثيرين منا يتراجعون أو يعيدون حساباتهم حين وصفوا الأغنية بالمتدهورة، وخلال أسبوع فقط من طرح الأغنية على حساب شركة روتانا، وصل عدد الذين استمعوا لها نحو 400 ألف مستمع.
في لقاء سابق مع الفنان ماجد المهندس ونشرته (الجزيرة) الشهر الماضي قال ماجد إن الأغنية العربية تعاني من حالة «تردٍ»، مؤكداً أن الحياة لا بد أن تستمر وسنتجاوزها بالفن، وفي ذات الحوار، وصف المهندس حال الأغنية العربية حالياً بالصعبة وأن الجو الفني العام غير ملائم، ولعل بعض الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بالمنطقة سبب في ذلك، إلى جانب استسهال واستخفاف بعض الفنانين بالأغنية سواء في الكلام أو اللحن وفي الحوار، أشار المهندس أن الجو العام الفني غير ملائم حالياً بسبب الظروف السياسية والاقتصادية في العالم أجمع، وليس في الخليج فقط، لكن الحياة يجب أن تستمر، لكنه يشير إلى أن الساحة تتسع للجميع ولكل لون ناسه ومحبوه ومتابعوه. إذن فماجد المهندس لم يطلق هذه التصريحات كحالة من التنظير، بل قالها وهو يعلم أنه سيكون أحد الأسباب المهمة التي ترفع من مستوى حالة الأغنية، وتعيدها إلى مكانها الطبيعي. وقد حققت أغنية (هدوء) التي كتبها الشاعر الكبير تركي آل الشيخ حضوراً كبيراً ونسب استماع كبيرة، أما لماذا فلأن الشارع الفني بات اليوم بحاجة أكبر إلى مزيد من الأغاني الطربية ذات الذائقة العالية. للأسف الشديد، فإن الذين على عاتقهم إبقاء الأغنية على مستواها السامي قليلون جداً، وأقصد في كتاب الكلمة والملحنين والفنانين، وتركي آل الشيخ واحدا من الذين انحازوا لهذا الجمال، فمنذ أول أغنية له في الساحة وحتى اليوم، كانت وما زالت أغانيه محل تقدير الجميع. ويمتاز الملحن نواف عبد الله مثلما ذكرنا في مناسبات سابقة بالحس العالي والاختيار المناسب للجُمَلْ اللحنية المناسبة لموضوع وكلمات الأغنية، وملتقط ممتاز لما يعشقه المستمع من ألحان عذبة. ماجد المهندس ذكي في اختياراته، وعذب في صوته، وأيقونة جديدة في الساحة الغنائية، هو من الفنانين الذين لا يتعثرون إلا نادراً، وإن فعل فإن (عثراته) ستكون نجاحاً ساحقاً، ولو كانت لغيره، وتقول كلمات أغنية «هدوء» التي ننصح بالاستماع لها:
هدوء.. من فضلك هدوء اجروحي توها نايمه
غمضت ليل عيونها وسماء عيوني.. غايمه
من كم سنه تسهر معي وان نمت.. تبقى قايمه
لاعاد تسألني علي واطيور صحوي حايمه
ماقلت لك قبل الفراق الدنيا ماهي دايمه
***
نامت.. على صوت الحزن نامت.. على عزف السهاد كانت
.. تدور عن وطن الين لاقتني بلاد مرسوم تحت أهدابها ليل.. وسواد
.. ونجمتين تسأل ومحد أجابها عن المساء الباكي الحزين
***
وسكرت للتذكار باب وقلت.. نوم العافيه
وطارت على متن السحاب وليلة شتاها دافية