عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة لم يعد أمام الجماهير النصراوية أي حل مع إدارة النادي إلا إعلانها مقاطعة النادي على مختلف الأصعدة بداية من إلغائها جميع الاشتراكات سواء في جوال النادي أو بطاقة العضوية وامتدادا الى الابتعاد عن حضور التمارين ومؤازرة اللاعبين والإعلان عن عدم حضور أي مباراة سواء على مستوى المنافسات المحلية اوالخارجية، فجماهير النصر هي الوقود الحقيقي والداعم الأكبر لمسيرته الطويلة عبر التاريخ وهي الوحيدة التي تستطيع أن تجعل الإدارة الحالية تبتعد وتقدم استقالتها بعد ان أفلست ونفد مخزون خبرتها الضعيفة وجعلت النادي بكامله مسخرة وكيانا للتريقة والطقطقة من اللي يسوى واللي ما يسوى، أما السبب فإن هذه الإدارة والتي أصابها غرور ما تحقق في زمن ما غير مدركة ان ما تحقق كان لعدة عوامل وليس متوقفا على وجودها وإلا لما وصلت الأمور الى هذا الحد وهي لا زالت مستمرة.
لقد كان رحيلها أمرا ضروريا منذ نهاية الموسم الماضي لأنها باختصار افتقدت الى عوامل النجاح واستمرار الإبداع فلكل شيء نهاية، وكم كنت أتمنى ان تكون لديها الشجاعة أن تقتدي وتتعلم من إدارة نادي الهلال السابقة التي رحلت رغم ما حققته من إنجازات، ولكن عندما أحس المسؤول الأول ان هناك تراجعا في المستويات وتوقفت الحلول رحلت الإدارة برمتها وحضرت إدارة جديدة لديها الطموح والتخطيط الجيد ورغم قصر عمرها حصدت بطولتين واليوم تنافس على جميع البطولات وليس عيبا أو نقصانا أن تتعلم من غير حتى ولو كان منافسا والذكي من اعتبر بغيره إلا إدارة نادي النصر الحالية فلم تتعلم من أخطائها ولم تستمع إلى نصائح محبيها ولم تحترم منتقديها وكذلك لم تقدّر داعميها فماذا بعد؟ وما هو المنتظر إذا؟ فالرحيل وحفظ ماء الوجه هو الحل الوحيد وإلا ستقول الجماهير في النهاية كلمتها وتفرض رأيها وبعدها يكون الرحيل قسريا وغير مأسوف عليه.
اتحاد جبل علي
لا أعرف ما هو سر استمرار إقامة معسكر نادي الاتحاد كلما سنحت فرصة لذلك في جبل علي الذي يقع غرب مدينة دبي السياحية، لقد دأبت إدارة الاتحاد الحالية ومنذ قدومها على شد الرحال في كل مرة إلى هذه المنطقة رغم ان الأجواء لا تختلف عن أجوائنا نهائيا باستثناء مزيد من الحرية ولكن سبحان الله لا يعود فريق الاتحاد من أي معسكر من هذه المدينة الا ويتلقى الهزيمة تلو الأخرى وتعج المشاكل، وكأن الفريق قد ذهب لمهمة غير الإعداد ولعب مباريات تجريبية وما أحداث ما قبل الديربي الا أكبر دليل على ان المعسكر كان سلبيا ولم ينتج عنه أي عمل إيجابي والدليل على ضخامة الانشقاق وكبر رقعة الخلافات وحالة الانفلات ذلك البيان غير المبرر الذي أعقب الخسارة المذلة من المنافس والجار فريق الأهلي، ولكن كل هذا يحدث في أقل من أسبوع على مقالي الجمعة الماضية الذي أشرت فيه إلى أن رئيس مجلس إدارة النادي دخل الرياضة ومجالها بالغلط وأتت هذه الأحداث لتؤكد من جديد كل ما سبق ذكره، فالإدارة فن وفكر وعلم وليس ظهورا وهجوما وهياطا وهروبا من الواقع الذي يعيشه الاتحاد على مختلف الأصعدة، ولكن تبقى الإدارة وأسلوبها وسلوكها وتصرفها مع الآخرين المؤشر الحقيقي لما وصلت إليه أمور الفريق الأول من انهيار وتراجع غير مسبوق على مختلف المنافسات وخروجه المتتالي من جميع المسابقات ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد بل مرشح إلى مزيد من التصعيد والتدهور والانهيار في ظل ما يعيشه من أزمة مالية ومشاكل كبيرة، وقبل ذلك انهيار فكري في إدارة الأمور والخروج من الازمات بسلاسة وطريقة نموذجية ولكن عندما يتوقف كل شيء في عميد الأندية السعودية نقول فقط الله عليك يا عميد.
نقاط للتأمل:
- أحزن نادي النصر جماهير الأندية المنافسة قبل أن يحزن جماهيره فما يحدث له من فرق وأندية حديثة ولا يوازي تاريخها ولا إنجازاتها 1% من تاريخ نادي النصر ولكن هذا نتيجة العناد والمكابرة ولغة الـ(أنا) ولن يتوقف الأمر عند ذلك فالأمور مرشحة لمزيد من الانهيار والتراجع غير المسبوق.
- أحتاج إلى رد وتبرير من جميع من اعتقد أنني قد بالغت عندما قلت: إن النصر في ذمة الله فقد قرأت وشخصت الأمور والأحداث قبل حدوثها لأن من يفهم ويعي ولديه الخبرة يختلف كلياً عمن يتحدث حسب عاطفته أو مصالحه أو جهله فالله سبحانه قال في منزل كتابه {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم.
- هرب رئيس النادي الداهية بعد الهزيمة المذلة من الباب الخلفي خوفا من الجماهير الغاضبة وعلى غير العادة لم يتشدق ويترزز أمام كاميرات التلفزة والحق الهروب ببيان لا يوجد له تفسير أو مبرر إلا الهروب والتنصل مما حدث، وعن ضعف الإدارة وعدم مقدرتها على السيطرة على تصرفات اللاعبين وفي النهاية يعتبر تبريرا مخجلا للهزيمة القاسية وعدم تحمل المسئولية والتي أثبتت الأيام ان هذه الإدارة ليست أهلا لها.
- انهيار الأندية السعودية الواحد تلو الآخر أمر صعب تقبله ودليل على ان القاعدة هشة والتأسيس لم يكن مدروسا والتحديث ومجاراة العصر ليس في القاموس، واليوم يلحق نادي الشباب بجاره نادي النصر وكذلك بالأصفر الآخر نادي الاتحاد فجميع هذه الأندية الثلاثة قد انهارت ولم تعد تستطيع الوقوف من جديد والأمور مرشحة لمزيد من الانهيار لأندية أخرى في ظل غياب العمل الممنهج واستمرار الإدارات الفاشلة والاتحادات التائهة فالعالم يتقدم ونحن نتراجع مع كل أسف.
- نادي الأهلي وإدارته وضعت بطولة الدوري هدفا استراتيجيا ومطلبا وإصرارا لتحقيقه واتخذت قرارا بالتضحية ببقية البطولات رغم قيمتها وأهميتها مثل بطولة أبطال آسيا الذي يخوض الفريق منافساتها بلاعبي الخط الثاني ومن لا يجد فرصة في مباريات دوري جميل رغم طول المنافسة.. ولكن السؤال ماذا لو لم يحقق الفريق بطولة الدوري؟ ماذا سيكون وضع إدارة النادي ان هي لم تذق جماهيرها ومجانين المدرج من عنب اليمن ولا بلح الشام؟
- الشكل المقزز الذي ظهر عليه بعض لاعبي النصر في لقاء نادي لخويا الثلاثاء الماضي منظر يؤكد ويبرهن ان اللاعبين قد وصل بهم التعالي والغرور والفلتان إلى درجة لم يعد تستطيع الإدارة السيطرة عليها وقد تكمل قوة اللاعبين وتنفيذ ما يريدونه غير مبالين بسبب مستحقاتهم ومكافأة الفوز فدائماً ما يستغل بعضهم نقطة ضعف الطرف الآخر وهنا تتأكد أنانية بعض اللاعبين واستغلالهم للضعف الإداري ويا زمن وش بقى ما ظهر.
خاتمة:
انا المرهف اللي فيه كتلة من الإحساس
عساني ما أضيع بعض الإحساس من بدري
ادور على شي يوسع صدور الناس
ولو الناس فيها خير ما ضيقت صدري
(وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي من كل يوم جمعة عندما ألتقيكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.