فاطمة العتيبي
مثلما سيَّس الفرس أسطورة عيد النوروز وسحلوه عالمياً في قائمة التراث العالمي وصار يحضره رؤوساء الدول وتقام فيه مناشط عالمية، فإنني أدعو لجعل سوق عكاظ الأحفورة الثقافية العربية، أدعو إلى تسييسها وجعلها مناسبة عالمية تزدان بالحضور التاريخي الباذخ للتراث العربي تزدهي فيها اللغة العربية كأجمل ما تكون شعراً ومسرحاً وخطاً وأدباً وفنوناً ويحضر التاريخ بمراحله وليكن كل عام حقبة ونستدعي الأمم التي تواشجت معنا بصلات ثقافية فتكون تارة الأندلس وتارة للقيروان وتارة أخرى لنجد وعنترتها، دعونا نقول للعالم من هنا، من عقر دارنا هذا تاريخنا وها نحن في حاضرنا.
يعيش الفرس أسطورة النوروز ويجعلون منها مناسبة للتواشج مع العالم
وبحسب الأسطورة الفارسية فإن ملكاً كان اسمه «جمشيد» أوتي سلطاناً واسعاً على الجن والإنس، ونقل إلى جميع ممالك حكمه على سرير ذهبي في يوم حلول الشمس في برج الحمل، فتم تقديس ذلك اليوم.
أما الأسطورة الكردية فتقول إن ملكاً «ظالما» اسمه سرجون كان يذبح كل يوم عدداً من الشباب حتى يشفى من مرضه وذلك بناء على نصيحة من كهان، فقام أحد الشباب واسمه «كاوا» برفقة آخرين بالانقلاب على الملك الظالم، وأوقدوا النيران على الجبال احتفالاً بالحرية والتخلص من الاستعباد، وصادف احتفالهم دخول الشمس في برج الحمل وحلول الاعتدال الربيعي.
هذا يعني أنها محض حكاية ليست ثابتة، لكن الثابت أنها باتت مناسبة عامة في آسيا الوسطى والصغرى والغربية وخاصة إيران.
أما سوق عكاظ فروايته التاريخية ثابتة صحيح أنه يصغر النوروز بنحو 600 سنة لكن مجلة العربي «الكويت» - يوليو 1967م العدد 104 ص157 قالت عنه.
- عكاظ هي أكبر أسواق العرب أيام الجاهلية، وقد اختلف الناس في ذكر موقعها، لكنه يعتقد أنها تقع في واد بين مكة والطائف.. وهي إلى الجنوب الشرقي من مكة المكرمة.
وقد زار موقعها أخيراً الشاعر خير الدين الزركلي فكتب عنها في كتابه (ما رأيت وما سمعت) يقول: على مرحلتين من مكة للذاهب إلى الطائف في طريق السيل، يميل قاصد عكاظ نحو اليمين، فيسير نحو نصف الساعة، فإذا هو أمام نهر في باحة واسعة الجوانب يسمونها القانس - بالكاف المعقودة - وهي موضع سوق عكاظ.. وهذه الباحة هي مجتمع الطرق إلى اليمن والعراق ومكة، وهي مرتقعة تشرف على جبال اليمن ويبدأ سوق عكاظ في مطلع شهر ذي القعدة ولا ينفض إلا في العشرين منه، وفيه تعرض البضائع كل البضائع التي يحتاجها الناس، وتقام المنافسات الشعرية ويحضرها المحكمون، كما تقال فبها الخطب ويحضرها المشاهير كقس بن ساعدة والخنساء وزهير وغيرهم إنها «هايدبارك» عربية مبكرة جداً.
فيما لو جعلناها مناسبة مسييسة تحضرها الشخصيات العالمية والعربية حينها ستكون إضافة حضارية للمملكة العربية السعودية.