الجزيرة - سمير خميس:
في مثل هذا الوقت من العام الماضي اقترب نادي العين بالباحة من التأهل لدوري الدرجة الثانية، لكن مباراة مفصلية في طريق التأهل أعاقت سير الفريق وبددت أحلامه بالتأهل بعدما هُزم الفريق أمام التضامن بهدفين مقابل هدف في رفحاء. «سُلبت المباراة منا» هكذا كانت ردة فعل رئيس النادي محمد بن سبعان على ضياع حلم التأهل.. ثم أتبعها بإعلان استقالته من رئاسة النادي..
ورغم ضياع فرصة التأهل كان التغيير الذي أحدثته إدارة ابن سبعان في النادي ملموساً على مستوى المنطقة. الأمر الذي دفع أعضاء شرف ومحبي النادي لرفض استقالة ابن سبعان الذي يعلق قائلاً: «كنت أبحث عن الراحة والابتعاد عن المجال الرياضي، فمن خلال أكثر من 27 سنة قدمت كل ما أستطيع ويجب علي أن أستريح». هذه الراحة رفضها أعضاء شرف ومحبو النادي وكل من لمس تطوراً ملحوظاً في مسيرة النادي الأمر الذي أشاع إحساساً أن النجاح ما هو إلا مسألة وقت وهذا ما كان.
نجاح أول
إذ لم يمر عام على الاستقالة الشهيرة، إلا والعين بطلاً لبطولة المملكة لأندية الدرجة الثالثة «أبطال المناطق» 2015-2016 بعد تفوقهم على الصقور في المباراة النهائية بهدفين مقابل هدف.
ورغم هذا النجاح إلا أن رئيس النادي محمد الزهراني يرفض أن يرتبط بقاء رؤساء الأندية بالنتائج ويضيف: عالم المستديرة غير آمن، فكم من عمل منظّم وجهود بارزة انتهت بعدم تحقيق البطولات والشواهد من حولنا كثيرة. وكم من بطولات جلبت لأصحابها مجداً كبيراً ولو تأملناها لوجدناها ضربة حظ.
ويطالب: هناك أمور كثيرة لا بد لنا أن نقيم من خلالها عمل رؤساء الأندية. فتوفير الأجواء الصحية والاهتمام بالبنية التحتية، وتوفير الداعمين والاهتمام بمختلف ألعاب النادي كل هذه إنجازات يحققها الكثير من رؤساء الأندية لكن للأسف لا يتم الالتفات إليها بل إن البعض يسن سكاكين النقد لمجرد خسارة بطولة في كرة القدم.
مبالغة في الاحتفال
هذه المثاليات لا يستسلم لها استسلاماً تاماً، فحرارة المنافسة الكروية تجعله أكثر واقعية حينما يعتبر التأهل لدوري الدرجة الثانية مجرد نجاح لمرحلة معينة يليه التأهل لدوري الدرجة الأولى، ولمَ لا؟ «لنحلم بالتأهل للدرجة الممتازة بخلطة النجاح التي تمثّلت في وقفة أعضاء شرف النادي والتفاف محبيه، وفي اختيار جهاز فني عالي المستوى، وفي اختيار نخبة مميزة من اللاعبين وفي حملة إعلامية حظي بها النادي، ومن ثم إدارة محترفة تصوغ كل هذه العناصر على شكل نجاحات على أرض الواقع». نجاحات احتفى بها محبو النادي ومناصروه للدرجة التي أشاعت جواً من المبالغة على الإنجاز ليستدرك قائلاً: كإدارة للنادي لم ننظم احتفالاً واحداً حتى نبالغ فيه؛ لكننا لا نملك أن نمنع أحداً من الابتهاج والاحتفال بهذا التأهل.
تغيير للواقع
إدارة ابن سبعان امتلكت الرؤية والشجاعة لتغيير واقع كان يسهم في عجز تحقيق النادي لبعض أهدافه، ومن أهمها اقتصار لاعبي النادي على مناطق معينة. «لم يكن هذا اختياراً من النادي فكل نادٍ يحلم بأن يضم أمهر اللاعبين وأكثرهم احترافية على مستوى المملكة، لكن ظروف النادي لم تكن تسمح في أوقات ماضية. وعندما سنحت الفرصة وتوفرت بعض أسباب النجاح من دعم مادي وتوفر خيارات جيدة أصبح الفريق مشكلاً من معظم مناطق المملكة، فرغبتنا في المنافسة تفرض علينا جلب أي لاعب من الممكن أن يحقق أهدافنا. هذه الرغبة تحققت بفضل الله ثم بدعم أعضاء الشرف الذي مكّننا من جلب لاعبين مميزين وجهاز فني متمكن بقيادة الكابتن بهاء قبيصي ومعاونيه «كان قد جددوا عقده لسنة إضافية» الذين استطاعوا تحقيق هدفنا الحالي المتمثل في التأهل لدوري الدرجة الثانية، ومع كل نجاح ترتفع الآمال والطموحات الأمر الذي ترتفع معه المصرفات فـ»الغالي سعره فيه» لذا لعلها رسالة أوجهها لأعضاء شرف النادي ومحبي المنطقة والنادي: الفرح والنجاح وتحقيق الأهداف لا يأتي إلا بدعمكم لنا. فنجاح النادي في تحقيق أهدافه هو نجاح لأهدافكم وأحلامكم المتمثلة في أن يكون العين من الأندية المشهود لها بالنجاح في المملكة.
رغم هذا التفاؤل، إلا أن ابن سبعان يصر على أن تكون الواقعية جزءاً من هذا التفاؤل. فعلى المستوى الرياضي تحتاج منطقة الباحة الكثير بداية من مكتب رعاية الشباب مروراً بالأندية الممثلة للمنطقة، وصولاً إلى فكر بعض لاعبي المنطقة الذين ما زالت دورات الأحياء أكثر أهمية عندهم من الأندية، وانتهاءً بالحلقة الأقوى المتمثلة في تجار وأهالي المنطقة الداعمين على حد تعبيره ويضيف: لعلّي أوجه دعوة إلى أمير المنطقة المحبوب الأمير مشاري بن سعود باستنساخ «عاصفة حزم» رياضية على مستوى المنطقة تساءل كل من له يد في تأخر المنطقة رياضياً بدءاً بمكتب رعاية الشباب في الباحة وانتهاء برؤساء أندية المنطقة.
عتب ابن سبعان على مكتب رعاية الشباب بالمنطقة له ما يبرره من وجهة نظره، فآلية العمل في المكتب يصفها بالمحبطة خاصة لمن يمتلك أدوات النجاح، إذ لا يمكن أن يقتصر عمل المكتب على 3 أشهر في العام «فترة بطولة أبطال المناطق» فيما بقية العام يتساءل الناس عن نشاطه ومجهوداته، فإذا كانت هذه آلية عمل المكتب فحتماً لن ينتظرهم أي مشروع يطمح في النجاح على حسب تعبيره.
الألعاب المختلفة
وبجانب كرة القدم، حقق النادي نتائج لافتة في الألعاب المختلفة على مستوى المنطقة تمثّلت في عشر بطولات في مختلف الألعاب. ألا تخافون التشتت والإرهاق؟ «نادينا نموذجي لا يقتصر على كرة القدم فقط، ومن الظلم تهميش المتميزين في الألعاب الأخرى على مستوى المنطقة».
رؤية ورغبة وعمل مختلف قدمته إدارة ابن سبعان، مقرون بنتائج لافتة في مختلف الألعاب.. ليتأجل حلم الراحة إلى وقت لاحق، ومن يدري .. قد تكون الراحة «معقودة في نواصي البطولات».