تقرير - سامي اليوسف:
قلةٌ قليلة من الجمهور والإعلام السعودي من رفع راية التحدي والتفاؤل في أعقاب الإعلان عن قرعة التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018, فيما توارت الأكثرية خلف ستار الخوف، والتشاؤم، والاستخفاف بقدرات لاعبي الأخضر السعودي، وحظوظه في بلوغ حلم المونديال.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي منذ الصباح الباكر الذي أعلن عن القرعة وجدول المباريات حضوراً نشطاً، وتداولاً لعديد «الهاشتاغات» على موقع «تويتر» سجلت تعليقات تعكس مواقف متباينة، تفاؤل على استحياء، ونظرة تشاؤمية محبطة هي الأوفر نصيباً من مجموع التغريدات.
خارطة الطريق للمونديال
رسم المذيع عبدالرحمن آل دحيم من جانبه خارطة الطريق لتأهل الأخضر إلى المونديال عبر مقترح اشتمل على 14 نقطة كان أبرز ما ذكره: «بناء مشروع وطني مدته سنتين يرأس إدارته شخصية اعتبارية تلقى قبولاً واسعاً في الوسط الرياضي ليتسلم مهمة الإشراف على المنتخب إدارياً، وبمشاركة صفوة الصفوة من اللاعبين القدامى الذين كان لهم بصمة في بلوغ المونديال وكذلك الحكام والمدربين والأكاديمين والإعلاميين ورجال الفن، والإعلان عن خطة توعوية بطريقة إيجابية، وحسم أمر المدرب، وضخ الطموح في نفوس اللاعبين من خلال رفع سقف مكافآتهم المادية بمايتوازى مع أهمية الهدف، والسماح للجماهير بالدخول المجاني لمباريات المنتخب، والحرص اللعب ودياً مع منتخبات ذات قيمة فنية عالية توازي مستويات منتخبات أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية، وتقنين فترات المعسكرات، وتفادي الإعلام الهدّام والتركيز على الدور الإيجابي في وسائل الإعلام».
وقال المذيع الرياضي الأول سعودياً وليد الفراج: «في عام 1994 تجاوزنا كوريا الجنوبية واليابان وإيران، إذا كان لديك أسود لا تخشى أحداً، زمن جميل».
هل نهزم المنطق؟
وعلّق الدكتور حافظ المدلج على القرعة: «المنطق يقول إن البطاقتين المباشرتين ستذهبان لليابان وأستراليا، ونتنافس على المركز الثالث مع الإمارات والعراق وتايلاند، فهل نهزم المنطق ونتأهل؟».
وكتب الإعلامي ثامر الحميد: «أتمنى ما يخسر الأخضر قيمته القارية اللي بناها على مدى ثلاثة عقود، المنتخب يحتاج إلى كوادر إدارية مستقلة، وطاقم فني محترم».
ويطالب المشجع عطية السهيمي بالمدرب البرازيلي أنجوس الذي يدرب فريق نجران حالياً، ويقول: «5 مباريات بملعبنا بـ 15 نقطة، 5 مباريات بالخارج بـ 6 نقاط .. عندها سنكون بالمونديال».
وكتب الإعلامي محمد الشيخ: «في تصفيات المونديال.. الأخضر في مجموعة تصهر الحديد ويا خوفي من غداً!». ورد عليه المشجع محمد الشريف بعبارة: «الانسحاب طيب»، في إشارة منه إلى صعوبة مهمة الأخضر.
نسيان الماضي
من جانبه، طالب المعلق السابق هاني الغامدي اتحاد كرة القدم بضرورة العمل على إعداد برنامج تحضير للمنتخب يتوازى والطموحات، وقال: «مجموعة نارية ضمت منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مع، اليابان، تايلند، العراق، الإمارات وأستراليا، يجب على اتحاد القدم إعداد برنامج المنتخب للمشاركة في التصفيات النهائية والبدء في تنفيذه من اليوم لكي يتحقق الهدف المنشود وهو التأهل لكأس العالم، ولكي يسير منتخبنا وفق الطريق الصحيح نحو التأهل يجب نسيان المرحلة الماضية بما فيها من سلبيات وتجاوزات والاهتمام بشكل جدي بالمرحلة المقبلة، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب على جميع اللاعبين لفرض الاحترام والانضباط».
وكتب علي عيسى من قطر: «الله يعين لاعبي المنتخب السعودي، وهم قاعدون يقرؤون تعليقات الغالبية من الجمهور السلبية والتشائمية الكبيرة بعد القرعة، الأخضر كان وسيبقى رقماً صعباً في آسيا».
ويقول المشجع الذي رمز لنفسه «أبو خلود»: مجموعة صعبة نسأل الله التوفيق للمنتخب رغم أن الواقع لا يبشر بخير للمستوى الذي وصلت إليه الكرة السعودية وعدم وجود النجوم والمواهب».
ابتعدوا عن العشوائية
وفي مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، يعلق الإعلامي أحمد المطرودي بقوله: «المنتخب السعودي منذ عشر سنوات لم يعد يمثل حقيقة الكرة السعودية. الاختيار العشوائي بسبب عدم مشاهدة المدرب لجميع مباريات الدوري.. طريقة (نختار لك وأنت درب!) يجب أن تنتهي كذلك كثرة التغيير تسبب في عدم الاستقرار ووضوح الهوية..طريقة تجهيز المنتخب ما زالت تتم بطريقة غير صحيحة لأن اللاعبين الذين يتم أعدادهم في الغالب يخرج غالبيتهم ويضم آخرون وهذه الطريقة جعلت اللاعب بدلاً من الإبداع والابتكار داخل الملعب يفكر في كيفية إثبات وجوده...الشارع الرياضي السعودي الذي كان يراهن على التأهل أصبح يصدر النكات على منتخب بلاده الذي يواجه أقوى الفرق الآسيوية التي تتطورت في الوقت الذي نحن نتراجع فيه.. أخيراً يجب تطبيق نظام الاحتراف بحزم ودقة وقوة وإلا سيجعل اللاعب مجرد باحث عن زيادة الأموال فقط».
فرصة ذهبية
وباختصار يكتب الإعلامي سلطان السيف: القرعة وضعت «الأخضر» في موقف صعب، وفي كل الأحوال لن يذهب المنتخب إلى روسيا بدون إعداد جيد وحوافز مالية تعزز رغبة لاعبيه بالتأهل».
ويؤكد المشجع ماهر العتيبي أن القرعة أوقعت منتخبنا في مجموعة صعبة جداً، وربما هذا سبب النظرة التشاؤمية لدى الجماهير قياساً على مشكلات ومستويات الماضي، ولكني أراها فرصة ذهبية للصقور الخضر لاستعادة الهيبة المفقودة، وإذا أردنا التأهل لابد من الفوز في جميع المباريات التي سنلعبها على أرضنا، وأقول للجماهير: «تفاءلوا فنحن قادرون على الوصول إلى روسيا».
ويعلق عبدالحكيم العضيب: «يظهر لي من خلال مجموعة المنتخب السعودي أن التأهل صعب جداً خصوصاً مع مدرب الانتساب اللي ما يحضر إلا وقت المباريات»، ويقول الإعلامي عبدالله العبيد: «لا بد من التحضير منذ الآن واختيار قائمة توازي قوة المجموعة.. شغل (البربسه) من مارفيك واتحاده سيجعلنا خارج القائمة من الدور الأول.!».
ولم تخلُ التعليقات من حضور للسخرية كالتغريدة التي كتبها المشجع علي بن مطلق: «مافي شي مستحيل، بنسأل عن الميكانيكي اللي (رهم) مكينة ليستر سيتي، (يرهم) لنا المنتخب»!.
اتفاق على «الحديدية» و»النارية»..
الصحافة الإماراتية: «اللي يخاف من العفريت يطلع له» وتتوقع أزمة تنظيمية
حكم إماراتي توقع أوزبكستان وتفاجأ بالأخضر.. خليل غانم: الحظوظ متساوية
اتفقت الصحافة الإماراتية الصادرة أمس في عناوينها على وصف المجموعة التي وقع فيها الأبيض الإماراتي، والأخضر السعودي بالحديدية، وأنها الأصعب مراساً، والأشرس في منافستها للفوز ببطاقتي التأهل المباشرتين، أو حتى التنافس على المركز الثالث فيها.
وعنونت صحيفة «الاتحاد»: قرعة «نارية» للتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2018
«الأبيض» في «الحديدية» بجانب «الثنائي العربي» وأستراليا واليابان وتايلاند.
وكتب فيها الإعلامي عمران محمد في عموده «بدون مونتاج» تحت عنوان «تفاءلوا..!»: رسالة إلى اللاعبين: هناك جيل عاش على مجد واحد حتى بعد مرور 26 عاماً على ذكرى وصوله مونديال 1990 في إيطاليا، هذه الذكرى باقية ليس لأنهم صعدوا فقط، بل لأنهم كانوا مقاتلين ولعبوا بروح عالية وقهروا ظروفهم، وعاندوا كل «مطباتهم»، فقط من أجل أن يفرحوا قادتهم وجمهورهم، فأحبهم الجمهور حتى اليوم.
وكان قد طرح تساؤلات عدة حول أسباب الخوف من مواجهة اليابان وأستراليا قبل توجيه رسالته للاعبين.
عفريت المونديال
وعبر «همسة» كتبت صحيفة «الخليج» على الطريقة المصرية: «اللي يخاف من العفريت يطلع له، واللي عاوز المونديال لازم يغلب العفريت»، دون تحديد لهوية هذا العفريت!
وجاء في عنوانها عن القرعة: «الأبيض» في المجموعة الأقوى بمواجهة أقطاب آسيا. وأضافت: «كان مدرب منتخب الإمارات مهدي علي يرغب في تجنب الوقوع مع أستراليا في مجموعة واحدة.»
ونقلت تصريحاً للمدرب الإماراتي مهدي علي الذي حضر القرعة في كوالالمبور «لا يوجد منتخب قوي وآخر ضعيف في آسيا في هذه المرحلة، لكن تقديري أن المنتخب الأسترالي هو أفضل منتخبات القارة حالياً، والذي سيؤثر في الحظوظ والنتائج هو التأثر ببداية الموسم عند بعض الدول ونهايته عند بعضها الآخر».
ونشرت الصحيفة تصريحاً لرئيس الاتحاد الإماراتي يوسف السركال عن المجموعة قال فيه: «إن المجموعة صعبة ومعقدة من واقع وجود منتخبات قوية بجانب «الأبيض»، بالتأكيد لن يفوز منتخب في المجموعة بجميع المباريات، وبالتالي هناك حسابات الفوز والخسارة، ومن ثمّ التعويض، ومن ثم من تفوز عليه ربما يفوز على منافسك ويخدمك بلا شك».
وقال رئيس لجنة الحكام الإماراتية محمد عمر للصحيفة: «قبل إجراء القرعة توقعت وقوع منتخب الإمارات في هذه المجموعة، والتي تضم كلاً من السعودية والعراق وتايلاند وأستراليا واليابان، وذلك عدا المنتخب السعودي حيث توقعت المنتخب الأوزبكي بدلاً منه، هذه المجموعة لا يستهان بها».
أهلاً بالقلق
وكتب الصحافي ضياء الدين علي في عموده في «الخليج» اللعب على الورق مقالاً بعنوان « أهلاً بالقلق» جاء في مقدمته:
«صدمة وخضة وقلق».. هذه المعاني ولدت في الحال كرد فعل عند كل المهمومين بالمنتخب الوطني لكرة القدم وحظوظه في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018، فالقرعة أسفرت عن مجموعة صعبة، أعني أصعب من الثانية نسبياً، فالأسترالي «بطل آسيا» وفي عيون خبراء وفنيين كثيرين، ومنهم مهدي مدرب المنتخب هو أفضل منتخبات القارة حالياً، والساموراي الياباني ليس بحاجة إلى شرح وكلنا يذكر مواجهته في كأس آسيا التي لم تحسمها إلا ضربات الجزاء الترجيحية بعد ماراثون الوقت الإضافي، أما العراق والسعودية فكل منهما له سمعته واعتباره، وصيته وإنجازاته القارية كأبطال سابقين ومنتخبات مقبلة، وبجملة الحسابات الجديدة لا يمكن الانتقاص من شأن التايلاندي الذي انتفض أخيراً وزرع لنفسه مكاناً في التصفيات النهائية بكل جدارة.
مجموعة متكافئة
وذكر محمد بن ثعلوب الدرعي عضو اللجنة العليا المحلية المنظمة لكأس آسيا في الإمارات 2019 مدير مجموعة أبوظبي الآسيوية لـ»الخليج» أن القرعة في تقديره تعتبر متكافئة بالرغم من قوة منتخبات المجموعة وخبرتها العريضة.
وتابع: «لا شك أن مجموعتنا صعبة جداً، إلا أن ذلك لا يعني رفع الراية البيضاء، وعلينا أن نخطط منذ الآن لبلوغ المرحلة التالية تطلعاً لتحقيق حلم إيطاليا 1990 اعتماداً على تلك الكوكبة الشابة».
الحظوظ متساوية
ولم تبتعد صحيفة «البيان» عن سابقاتها، وعنونت: «الإمارات والسعودية بالمجموعة الحديدية». ونشرت تصريحات لمدير إدارة المنتخبات عبدالقادر حسن قال فيه: «التضحيات مطلوبة للتأهل وتحقيق حلم طالما انتظرناه، والقرعة متوازنة»، وقال عبدالرحمن محمد نجم النصر والمنتخب الإماراتي سابقاً « الحظوظ متساوية والمنافسة قوية»، بينما ذكر نجم الوصل والإمارات السابق فاروق عبدالرحمن: «من حقنا التفاؤل بالتأهل رغم صعوبة المجموعة»، وقال نجم الإمارات المونديالي خليل غانم: «الحظوظ متساوية، والمجموعة حديدية، والمرحلة المقبلة تتطلب العزيمة والخبرة».
أزمة تنظيمية
وأشارت الصحافة الإماراتية إلى أن قرار الاتحاد العراقي لكرة القدم اختيار إيران أرضاً له في تصفيات المونديال.
طبقاً لتأكيدات عضو الاتحاد فالح موسى في حديث لموقع الاتحاد العراقي إن «قرار اختيار إيران ملعباً للعراق بسبب اتساع أعداد الجالية العراقية في إيران»، من المتوقع أن يثير هذا أزمة تنظيمية.
وكان المتحدث الرسمي باسم الاتحاد العراقي لكرة القدم كامل زغير قد كشف أن «الاتحاد اختار راضي شنيشل مدرباً لمنتخبه في الفترة المقبلة، وإن رئيس الاتحاد سيلتقي (أمس) الأربعاء وعدد من الأعضاء بشنيشل للتفاوض معه حول تفاصيل العقد المنتظر».
إعداد ياباني مبكر
=ونشرت الصحافة الإماراتية تصريحات للاعب وسط فريق بوروسيا دورتموند الألماني، شينجي كاغاوا، أن منتخب اليابان سيتعامل بجدية مع جميع مبارياته في المجموعة الثانية.
وقال كاغاوا لصحيفة «سبونيتشي آنيكس» اليابانية «في الأدوار النهائية من تصفيات كأس العالم تصبح جميع المباريات صعبة، لا توجد مباراة سهلة، سيتم التعامل معها بحذر».
وأكد كاغاوا أهمية الاستفادة من الأشهر المقبلة، وقال: «من الآن سيبدأ اللاعبون بالاستعداد للتصفيات، من المهم تطوير مستوياتنا الفنية عبر خوض المباريات مع أنديتنا، تحقيق الانتصارات والتأهل إلى كأس العالم 2018 هو هدفنا».
وكذلك لظهير أيسر فريق إنترميلان الإيطالي يوتو ناغاتومو، الذي قال «بالتأكيد ستكون جميع مباريات التصفيات صعبة، ولكن سنقاتل من أجل تشريف سمعة منتخبنا وتحقيق حلم التأهل إلى روسيا 2018».