الرياض مدينة كبرى, مترامية الأطراف, يبلغ عدد سكانها أكثر من ستة ملايين, وهي تتوسع توسعاً كبيراً من جميع الجهات, وتحتاج إلى توزيع مناسب في الخدمات, فجنوب الرياض يفتقر إلى كليَّات, إذ تتركز في الشمال. وأهالي جنوب مدينة الرياض (حي السويدي، الشفاء، البديعة، شبرا، العريجا، نمار، در، لحزم، لفواز، لزهرة، لدريهمية، سلطانة، عتيقة، منفوحة، العزيزية، خنشليلة، المصانع، الدار البيضاء والحاير) وغيرها بحاجة ماسة إلى كليَّات للأبناء والبنات, حيث يسكن فيها أكثر من مليوني نسمة, ويلاقون من عناء المواصلات؛ لطول الطريق وبُعده وكثرة الزحام, فبعضهم تبعد عنه جامعة الإمام وجامعة نورة ثلاثين كيلاً, وبعضهم تبعد عنه أربعين كيلاً, وبعضهم خمسين كيلاً, ويعاني أهالي هذه الأحياء أشدَّ المعاناة لنقل أبنائهم وبناتهم, مما يضطرهم إلى التبكير بالذهاب بهم قبل صلاة الفجر, ومن تأخر فسيعاني من الزحام؛ ليصل بعد ساعة أو ساعتين, ومن ثم العودة إلى منزله أو الذهاب إلى عمله؛ ليقع في زحامٍ آخر, فإن وصل للدوام في الوقت المحدد وإلا حوسب على ذلك, يصل وقد أنهكه الإرهاق والتعب, وكذلك الطلاب والطالبات يصلون إلى كلياتهم بعد مشقةٍ وعناء, مما يؤثر سلباً على مستواهم الدراسي, وكم نتمنى افتتاح كليات للبنات وأخرى للبنين في جنوب الرياض, تخفف الحمل عن جامعتي الإمام محمد بن سعود والملك سعود, وتخفف المعاناة التي يتكبدها الطلاب والطالبات وأولياؤهم في إيصالهم, وتخفف الزحام الحاصل في الطرق الرئيسة في الرياض.
وفي افتتاح تلك الكليات مصالح كثيرة, يعود نفعها على مستوى الفرد والمجتمع, وكلنا أمل بوزارة التعليم أن تفتتح كليَّات بجنوب الرياض, تخدم الأهالي, وتفرِّج ما هم فيه من المعاناة, وما المانع أن تنتشر كلياتنا في الأحياء كانتشار الثانويات, وبتصميم المدارس الثانوية نفسه. ونتمنى من مقام الإمارة, ومن وزارة التعليم, ومن جامعة الإمام, وجامعة نورة, وجامعة الملك سعود, والجهات ذات العلاقة بافتتاح كليات لها في جنوب الرياض, وليس ذلك بصعبٍ عليها متى ما أُخذ هذا الطلب بمحمل الجد.