عبدالله العجلان
الأهم فيما يتعلق بالتصفيات المؤهلة لمونديال روسيا، ووقوعنا في المجموعة الحديدية، ليس الحديث عنها بلغة المتشائم أو حتى المتفائل، وإن كانت الأخيرة محدودة أو شبه معدومة، وإنما في كيفية التعامل معها، والاستعداد لخوض غمار مواجهاتها فنيًّا وإداريًّا. كثيرون - للأسف - لا يترددون بالترويج لفكرة أن نستسلم ونكتفي ويكتفي معنا اتحاد الكرة بندب حظنا، والمشاركة في التصفيات لمجرد المشاركة دون أن نضع خطة العمل المتكاملة التي تؤهلنا للمنافسة بجدية وبطموحات مشروعة لنيل إحدى بطاقات الوصول للمونديال للمرة الخامسة..
من المضحك أن نتجادل استباقيًّا حول مباريات المجموعة، ونصرُّ على استحالة أن نتفوق أو على الأقل نجاري اليابان وأستراليا، بينما المفترض أن نركز في هذا الوقت على مطالبة اتحاد الكرة بأن يغير في المرحلة القادمة من أسلوب إدارته، ويبدأ من الآن في حسم موضوع المدرب والمعسكر الإعدادي، والتنسيق مع لجنة المسابقات فيما يخص برمجة مسابقات ومباريات الموسم القادم، بما في ذلك البطولة الآسيوية للأندية. وهنا أشير إلى ضرورة أن تشارك جميع فرق دوري جميل في صياغة الجدول، وتحديد الروزنامة الكاملة للموسم، وكذلك الاتفاق معها على المواعيد المناسبة لانضمام اللاعبين الدوليين للمنتخب، سواء للمعسكرات الإعدادية والمباريات التجريبية أو لمباريات التصفيات.
شخصيًّا، كنت - وما زلت - أرى أننا نبالغ في تعداد مسابقاتنا المحلية؛ الأمر الذي يؤثر سلبًا على برمجة الموسم الكروي وعلى مستوى الفرق؛ بسبب ضغط مبارياتها، وتداخل المسابقات فيما بينها؛ وبالتالي انعكاس تأثيرها على مستوى المنتخب السعودي، كما حدث في بطولات ومشاركات سابقة للأخضر. وإذا كانت لجنة المسابقات - ومعها الأندية - عانت هذا الموسم من التوقف المتكرر للدوري - رغم قلة استحقاقات المنتخب - فكيف سيكون عليه الوضع الموسم القادم في ظل التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، وربما دورة الخليج في قطر؟ لذلك أتمنى من اتحاد الكرة أن يكون جريئًا هذه المرة، ويتخذ قرارًا له فوائد عديدة على الكرة السعودية، وأعني بذلك الاكتفاء كما في معظم دول العالم ببطولة الدوري وكأس الملك، على أن تكون بطولة السوبر على كأس سمو ولي العهد.
في هذا الشأن أجدني متحمسًا ومؤيدًا لأطروحات بعض الزملاء الذين يرون أن حلم التأهل المونديالي يجب أن يكون مشروعًا وطنيًّا، تشارك فيه وتدعمه وتسخر له كل الإمكانات والكوادر البشرية والقطاعات الحكومية والأهلية، وهذا ما نتطلع إليه في اجتماع الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب مع اتحاد القدم اليوم الاثنين، وأن تنطلق من خلاله أولى خطوات هذا المشروع، وبما يحقق له بداية قوية فعلية حقيقية، تساهم في رسم وتنفيذ خارطة طريق الوصول إلى روسيا.
أخيرًا.. لا بد من التشديد على أهمية أن يعي الإعلام الرياضي بكل وسائله وقنواته دوره، ويتحمل في هذا الوقت الصعب والحساس مسؤولياته المهنية والوطنية تجاه المنتخب، بأن يتصدى لكل من يمارس تعصبه وعبثيته؛ حتى لا تتكرر تلك المواقف السابقة المعيبة من بعض الإعلاميين الذين حاربوا فيها بسخف واعتباطية نجومًا بعينهم في عز مشاركات ومنافسات المنتخب.
> على اتحاد الكرة أن يتوقف في المرحلة القادمة عن ارتكاب ذات الأخطاء المثيرة للبلبلة، والكفيلة بتأزيم الوسط الرياضي واحتقان الجماهير..
> إلى الزملاء الإعلاميين: لنجرب ولو لمرة واحدة الارتقاء بأفكارنا وآرائنا وتوجهاتنا، ونجعل منتخبنا الوطني هو الهدف الأسمى والغاية الأنبل والملتقى الأجدى والأجمل لطموحاتنا ومشاعرنا الرياضية.