غابت عن عالمنا قبل أيام قليلة الأميرة مشاعل بنت فيصل بن تركي، إثر صراع مع مرض السرطان الذي من المعلوم أنه يصيب «أطهر وأنقى القلوب» لسبب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.. الأميرة مشاعل كانت أولى من استثمر في التعليم في المملكة.. تركت بصمة في قلوب الكثيرين لكونها الأُم «الإنسانة» قبل أن تكون المعلمة.
هي ابنة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي (الأول) بن عبد العزيز آل سعود، وهو الابن البكر للأمير تركي (الأول) بن عبد العزيز آل سعود.. أحد الأسباب التي دفعتها أن تحمل وساماً مميزاً في الأعمال الاجتماعية خلفاً عن أبيها الذي شغل ضمن مناصب عدة في الدولة منصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية.
عندما وقع خبر وفاتها منذ أيام، شغلت مواقع التواصل الاجتماعي رسالة واحدة أجمع عليها الآلاف «لولا المدرسة التي أسستها لما تعلم أبناؤنا أفضل تعليم».
لقد كانت «مدرسة العزيزية» بمحافظة الشرقية بحد ذاتها إنجازاً يذكر لمئات السنين.. حيث التعليم هو الاستثمار الحقيقي في المجتمعات المتحضرة، كما كان لها دور كبير في منتدى سيدات الأعمال بالشرقية.
لم تجمعني الصدف بالأميرة مشاعل إلا قليلاً، ولكن ما زلت أذكر من خلال حديثي معها تجاربها المتفردة، فهي امرأة قوية تعلمت وبحثت، وميزها طموحها أن تكون منبع ومنبر التغيير في المجتمع.. ولم تقف هنا فقط.. بل كان لها تأثير قوي جداً في الأعمال الخيرية والإنسانية.. فكما يُقال «بالعلم تجذب العقول وبالأخلاق تجذب القلوب»، وهي جمعت الاثنين - رحمها الله!
من المؤكد أن هذه الأيام ستكون صعبة جداً على كل من عرف الأميرة مشاعل بنت فيصل وأحبها.. أيام مليئة بالحزن والوحشة، ولكن الرضا بالقضاء والقدر.. نسأل الله أن يمد بناتها بالصبر والسلوان.
رحمة الله عليك وتغمد روحك الجنة أيتها الأُم الإنسانة المعلمة والخلوقة..
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}..
- ندى التويجري