الجزيرة - الرياض:
اختتم وفد صندوق الأوبك للتنمية الدولية «أوفيد» برئاسة المدير العام سليمان جاسر الحربش، مهمة رسمية رفيعة المستوى في واشنطن العاصمة لحضور اجتماعات الربيع 2016 لمجموعة البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي التي عقدت هذا العام خلال الفترة ما بين 15 إلى 17 من شهر أبريل الجاري.
حيث يجتمع كل عام محافظو البنوك المركزية ووزراء المالية والتنمية وكبار مسؤولي القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني إضافة إلى ممثلي الأوساط الأكاديمية وغيرهم من المراقبين والصحفيين لمناقشة القضايا الاقتصادية موضع الاهتمام العالمي، ومنها آفاق الاقتصاد العالمي، والأسواق المالية العالمية، فضلاً عن التنمية الاقتصادية الدولية ومدى فعالية المعونات في استئصال الفقر والتي عليها يتم اتخاذ قرارات كيفية التعامل مع القضايا النقدية الدولية الراهنة.
ويتصدر هذا الحدث السنوي اجتماعات اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية التابعة لصندوق النقد الدولي واجتماعات لجنة التنمية المشتركة بين البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، التي يُدعى إليها «أوفيد» مع مؤسسات التنمية الأخرى، لاستعراض ما تحقق من تقدم بشأن كافة القضايا المتعلقة بالتنمية الدولية وبحث وتبادل الآراء حول قضايا التنمية الهامة والموارد المالية اللازمة لتشجيع التنمية الاقتصادية.
وأبرزت هذه الاجتماعات أن تباطؤ النمو العالمي والصراعات والتشريد القسري وتغير المناخ تشكل تحديات عالمية، ومن ثم دعا القادة الماليين في العالم إلى سياسة قوية ومتوازنة من خلال نهج ثلاثي الابعاد من الاصلاحات الهيكلية جنباً إلى جنب مع السياسة المالية والنقدية لرفع تباطؤ النمو العالمي.
وبشأن أهم ما تضمنته المهمة «أوفيد»: اجتمع الحربش بوزراء مالية وكبار مسؤولي أربع دول شريكة على هامش الاجتماعات حيث تم استعراض ومراجعة مشاريع «أوفيد» قيد التنفيذ في تلك الدول وبحث آفاق وسبل تعزيز المزيد من التعاون المستقبلي وفقاً لمتطلبات المرحلة الحالية وأولويات الحكومات المعنية. وتُوجت اللقاءات بتوقيع أربع اتفاقيات قروض تبلغ قيمتها الاجمالية 41 مليون دولار يتم بموجبها دعم مشاريع في قطاعات الطاقة والنقل والمواصلات تستهدف تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز التنمية المستدامة في كل من نيكاراجوا وبنجلادش ومدغشقر والسينغال، الأمر الذي من شأنه أن يعود بالنفع على مئات الآلاف من ساكني مناطق المشاريع المعنية.
ولمزيد من المعلومايرجى الرجوع إلى البيانات الخاصة بكل بلد على موقع «أوفيد» التالي: www.ofid.org/COUNTRIES.aspx.
كما شارك الحربش والوفد المرافق في مؤتمر دولي لبحث قضايا المساعدات المالية اللازمة لمعالجة أوضاع اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وإعادة تشييد البنية التحتية وتحسين الاوضاع الاقتصادية عقب وقف الاعمال العدائية في مناطق النزاع. وسلط المؤتمر الضوء على أهمية توفير التمويلات اللازمة على شكل منح وضمانات، معلناً عدد من الدول المستعدة لتوفير هذه التمويلات، ورحبت الدول المعنية بالاستفادة بالمبادرة وأبرزت احتياجاتها الخاصة باللاجئين وإعادة الاعمار، في حين أعرب «أوفيد» وتسع مؤسسات دولية، منها الدول الأعضاء في مجموعة التنسيق العربي، عن تأييدهم للمبادرة، بينما تعهدت 15 دولة بتقديم الموارد اللازمة لهذين النوعين من التسهيلات المالية.
وعلى مأدبة غداء بدعوة من مفوض الاتحاد الاوروبي الدكتور يوهانّيس هان، شارك الحربش في مناقشة احتياجات منطقة الشرق الاوسط وأهمية التعاون بين كافة الاطراف المعنية في المنطقة، حيث توافقت آراء الجميع على أن مطالب واحتياجات منطقة الشرق الاوسط تتجاوز امكانيات كل مؤسسة على حدة وتمت الموافقة على وضع اتفاقيات تعاونية لتعزيز فعالية مساعداتهم. كذلك شارك الحربش والوفد المرافق في اجتماع وزراء مجموعة الـ 24 المعني بتنسيق مواقف البلدان النامية والناشئة بشأن القضايا المالية والتنمية الدولية وضمان استعراض مصالحهم على نحو كاف خلال المفاوضات حول تلك القضايا، حيت تم الترحيب بعمل الصندوق الجاري لتقوية النظام النقدي الدولي مع بذل الجهود في ثلاث مجالات رئيسية، وهي آليات منع وقوع الأزمات والتكيف معها حال وقوعها، والتعاون العالمي في القضايا والسياسات التي تؤثر على الاستقرار العالمي ووضع شبكة عالمية للأمان المالي ذات حجم كاف وأكثر تماسكاً بما في ذلك كفاية موارد الصندوق ومجموعة أدواته الاقراضية.
وتم خلال اجتماع وزراء مجموعة الـ 24 تجديد الدعوة للمؤسسات المالية الدولية لتوفير الدعم الإضافي بشروط ميسرة إلى البلدان النامية خاصة تلك التي تتحمل العبء الأكبر لأزمة اللاجئين وزيادة اهتمامها بآثار الهجرة، بما في ذلك الناجمة عن أسباب اقتصادية، فضلاً عن الترحيب بمبادرة «تسهيل التمويل الميسر» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وغيرها من مبادرات مجموعة البنك الدولي، ودعوة إلى تعميم مثل هذه الأدوات لدعم البلدان متوسطة الدخل الأخرى التي تمر بمثل هذه الأوضاع الحرجة.
وفي معرض تعليقه، سلط الحربش الضوء على تأكيد وزراء مجموعة الـ 24 على أهمية جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030 وبرنامج عمل اديس أبابا وترحيبهم باتفاقية باريس التي تحدد المسؤوليات المشتركة لتحقيق النتائج المتوخاة في جدول أعمال المناخ والتنمية مع احترام مبدأ المسؤوليات المشتركة رغم تباينها.
وأجرى الحربش أيضا عددا من اللقاءات الثنائية على هامش هذه الاجتماعات لاستعراض عمليات وأنشطة أوفيد بالتعاون مع المؤسسات المالية الدولية الأخرى والبلدان الشريكة في مختلف المجالات، وبحث سبل تعزيز وزيادة حجم التعاون في إطار نافذتي القطاع الخاص وتمويل التجارة.
وقد ركز الحربش خلال لقاءاته على إبراز دور أوفيد ومهمته الرئيسة والتي تأتي تماشياً مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي اعتمدها قادة العالم في سبتمبر 2015 في قمة أممية تاريخية بهدف القضاء على الفقر المدقع في انحاء العالم، مسلطاً الضوء على دور أوفيد الرائد في إضافة «القضاء على فقر الطاقة» كهدف مفقود إلى الأهداف الإنمائية للألفية.