الجزيرة - الرياض:
توقع خبراء ماليون أن يواجه القطاع المالي في المملكة تحولات هامة خلال السنوات المقبلة مع تنامي ظهور التقنيات المالية واعتمادها في مختلف مؤسسات القطاع.
وأشاروا إلى أن هذه التقنيات ورغم ما قد تتسبب فيه من إرباك للأفراد والمؤسسات عند الشروع في اعتمادها، ستسهم في ترسيخ دعائم القطاع المالي وتسهيل خدمات الأفراد على المدى البعيد.
وقالوا إن التقنية المالية ستسهم في توفير فرص كبيرة للبنوك والمستثمرين والشركات الناشئة بمختلف أنحاء العالم، إلا أنها في الوقت ذاته تنطوي على مجموعة جديدة من المخاطر بالنسبة للبنوك المركزية والمؤسسات المالية.
وكانت خطوات اعتماد التقنيات المالية في المملكة تسير ببطء نسبي حتى الآونة الأخيرة، إذ تم مؤخراً إعداد مبادرات جديدة تهدف إلى تعزيز بيئة الأعمال وإصلاح الدعم التنظيمي وإتاحة فرص الوصول إلى رؤوس الأموال، وهو ما يسهم في إيجاد بيئة ملائمة لاعتماد التقنية المالية في السعودية.
وسيبحث مجموعة من الخبراء من داخل المملكة وممثلون عن كبرى الشركات العالمية الآثار المتنامية لاعتماد التقنية المالية في القطاع المالي خلال جلسة نقاشية ستعقد ضمن فعاليات مؤتمر «يوروموني السعودية» في مايو المقبل.
وسيتحدث ممدوح السديري مدير المعلومات في السوق المالية السعودية «تداول» حول تجربته في اعتماد وإدارة واحدة من أنظمة التداول الأكثر تطوراً في سوق المال السعودية. ففي 2014، بدأت «تداول» وبالتعاون مع شركة «ناسداك» في تنفيذ مشروع رئيسي لاعتماد أحدث أنظمة التداول العالمية من «ناسداك» في السوق السعودية، وهو نظام (X-stream INET) وتم إطلاقه في سبتمبر2015.
ويعد النظام الجديد أسرع نظام للتداول في الأسوق المالية.
وقال فرانس فان إيرسل مؤسس ورئيس شركة «دوباي» العالمية «أحد المتحدثين في المؤتمر» إن قطاع الخدمات المالية في طريقه ليشهد طفرة ملحوظة من خلال التحول إلى استخدام التقنيات المالية الحديثة، فالانتشار الواسع للهواتف الذكية، والحوسبة السحابية وتداول العملات الرقمية تسهم بوضوح في تغيير الطريقة التي يتم من خلالها توفير الخدمات المالية.
كما أن موجة التحولات التي أحدثتها التقنيات في عدد من القطاعات تصل الآن إلى قطاع الخدمات المالية، وهي بصدد إحداث تأثيرات واضحة. فالأنشطة المصرفية التي اعتدنا رؤيتها منذ زمن بعيد ستتغير ولن تعود كما هي عليه اليوم.»
وتمثل إدارة المشاكل الناجمة عن اعتماد التقنيات المالية تحدياً عالمياً.
فقد حذرت شركة «ماكنزي» للاستشارات، خلال مراجعتها السنوية للنظام المصرفي العالمي، من أن البنوك قد تواجه صعوبات كبيرة محفوفة بالمخاطر للحفاظ على نماذج الأعمال الخاصة بها في ظل التوجه الواضح نحو اعتماد أنظمة ونماذج رقمية. وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الشركات العاملة في مجال التقنية المالية في العالم بلغت 20 ألف شركة.