سعد الدوسري
قد تكون المؤسسات الصحية من أكثر المؤسسات الخدمية قدرةً على إخفاء أخطائها. إنها تتفوق على البنوك في هذا الأمر. على وزير الصحة المهندس خالد الفالح أن يدرك ذلك. من هنا، فإن حادثتيْ الانتحار التي جرتْ أحداثهما في مستشفيين من مستشفيات جدة، ولم يفصل بينهما سوى فترة بسيطة يجب أن تفتح ملف الأخطاء المسكوت عنها في كافة المستشفيات، خاصة فيما يتعلق بأمن وسلامة المرضى. فبعد حوادث الحريق التي تتابعت في أكثر من مستشفى، في أكثر من مدينة، تأتي تلك الحادثتين، لترسما علامة استفهام كبيرة، كما رسمتها الحرائق من قبل.
وبالعودة، لما أشارتْ إليه الزميلة سارة مطر في مقالها الذي تناولته أمس، فإن أقسام الطوارئ في مستشفياتنا المحلية تخبئ سلبيات لا حصر، سلبيات قد لا يعلم عنها المدير التنفيذي للمستشفى، فكيف بالوزير؟! فالقياديون في الوزارة لا يمكن أن يقوموا بزيارة كافة أقسام الطوارئ؛ إنهم يكتفون بتقارير عن هذه الأقسام. ومَنْ سيعدُّ التقارير سوى المسؤولين عنها؟! وهل سبق أن أعدَّ مسؤولٌ تقريراً يرصد سلبياته الناتجة عن الإهمال وعدم الإحساس بالمسؤولية؟!
إنَّ القريبين من الشأن الصحي، يلمسون إلى أية درجة متدنية وصلت فيه الخدمات الصحية في مستشفياتنا الحكومية. والمصيبة أن هذا التردي جرَّ المستشفيات الأهلية إلى نفس الحضيض، ولاسيما مع توسع الخدمات التأمينية، التي حوّلت القطاع الصحي الأهلي إلى قطاع يؤدي خدماته بفوقية وبمنّة، وكأنه يتصدّق على المرضى.