الجزيرة - الرياض:
تعد الأزياء المحافظة حاليًا الصيحة الرائجة، وبينما يواجه قطاع الأزياء الأوسع ضغوطات مالية بسبب الركود العالمي، سيواصل قطاع الأزياء المحافظة نموه، حيث تمثل سوق ملابس المستهلك المسلم قاعدة العملاء القوية له.
ويقدِّر الإنفاق العالمي للمستهلك المسلم على الملابس بقيمة 230 مليار دولار في عام 2014م، مما يجعل سوق الملابس الإسلامية تمثل نسبة 11% من الإنفاق العالمي.
ويجتذب هذا الحجم الهائل للسوق الانتباه والاستثمار من مختلف أنحاء العالم، فقد حذت ماركات الأزياء الرئيسية الكبرى بداية من UNIQLO و Mango حتى Tommy Hilfiger حذو ماركة DKNY في الاستثمار في هذا القطاع. هذا بينما تواصل شركات الأزياء الإسلامية أيضًا النمو والازدهار، كما تستقطب منصات التجارة الإلكترونية مثل Hijup
و Modanisa استثمارات لتوسيع قاعدة مستخدميها، في حين نجح المتجر الإلكتروني Aab في التحول إلى متجر حقيقي على أرض الواقع.
وهناك تحديات تواجه سوق الأزياء الإسلامية. فكما رأينا في الأمثلة المذكورة بالأعلى تزيد الشركات العالمية غير الإسلامية المنافسة في هذا السوق لدرجة أن شركات الأزياء الإسلامية الأصغر قد تعاني من ذلك الأمر.
السياحة الحلال
بداية من نصيحة الغزالي للمسلمين بالسفر إلى مغامرات ابن بطوطة الشهيرة، يتضح أن مفهوم السفر يتجسد بعمق في التراث الإسلامي ومن ثم لن تكون مفاجأة إذا قلنا: إن سفر المسلمين للعطلات والترفيه حاليًا قد تجاوز إطار الاقتصاد الإسلامي وأصبح في حد ذاته قطاعًا رئيسًيا في الاقتصاد العالمي الأوسع.
ويقدِّر هذا التقرير الإنفاق العالمي للمسلمين على السفر (إلى الخارج) بقيمة 142 مليار دولار في عام 2014م (باستثناء الحج والعمرة) مما يجعل سوق سفر المسلمين يُقدَّر بنسبة 11 % من الإنفاق العالمي، فقد حقق الموقع الإلكتروني Halalbooking.com للبحث عن الرحلات السياحية والحجز المخصص للمسافرين القاصدين السياحة الحلال نجاحًا باهرًا. كما حصل المشروع الفلسطيني الجديد «يا مسافر» للحجوزات الفندقية مبلغًا يصل إلى 3.5 مليون دولار من مؤسسة جلوبال فاوندرز كابيتال.
وبالطبع هناك بعض التحديات التي توضع بعين الاعتبار، مثل توفير الطعام لكلٍ من المسلمين وغير المسلمين في الوقت نفسه، والقدرة على جذب المسافر المسلم دون إقصاء غير المسلمين. ومع ذلك، تشير الاتجاهات العالمية إلى المستقبل الزاهر لهذا القطاع حيث لا يوجد سوى موطن الاقتصاد الإسلامي. دبي تقوم حاليًا ببناء فنادق أسرع من أي مدينة أخرى في العالم. ويستمر الإرث العظيم لسياحة المسلمين.