كانت وحدة الأمة الإسلامية والرفع من شأنها من أهم أولويات الدولة السعودية ابتداء من الملك المؤسس الذي كان حريصا على وحدة المسلمين فقد كانت دعوة الملك عبدالعزيز للتضامن الإسلامي عام 1344هـ دليلا على اهتمامه بالرقي بهذه الأمة، واستمر هذا النهج في الدعوة إلى وحدة الأمة الاسلامية في عهد أبنائه من بعده إلى وقتنا الحالي بقيادة ملك الحزم والعزم، ومن هذا المنطلق بادرت مملكتنا الغالية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الدعوة الى تكاتف الجهود وتنسيق المواقف والدفاع بمفهوم الوحدة الإسلامية من دائرة القيم والمبادئ والمواقف الإعلامية إلى التجسيد العملي الميداني المؤثر، وهذا نابع من شعور المملكة بدورها القيادي في المنطقة والعالم الإسلامي.
إن هذا التحالف الإسلامي استطاع في وقت قصير أن ينجز كثيرا من لأهداف الاستراتيجية التي بدأت تحقق ثمارها من خلال القيام بمناورات عسكرية تعد الأكبر في المنطقة وبمشاركة دول ذات قوة عسكرية واقتصادية ودولية في المنطقة، فهذه البادرة في ضوء ما تمر به المنطقة من اضطرابات تعد مرحلة تاريخية ونقلة متقدمة في مسيرة العمل الجماعي وهي خطوة نوعية في تكاتف وتوحيد الصف لدول الإسلامية في مجابهة هذه الازمات.
هذا التحول إلى العمل المشترك الذي يتسم بالانضباط والتنسيق والتكامل وتبادل المعلومات والخبرات جعل من دول التحالف أولَى في محاربة العنف والإرهاب الذي شكل خطرا على بلدان التحالف بشكل خاص وعلى دول العالم بشكل عام وقدم صورة منصفة وموضوعية عن الإسلام وقيمه ومبادئه, وأن هذا الارهاب لا يمثل الإسلام ولا المسلمين من هنا جاءت فكرة الملك وفطنته في تشييد صرح هذا التحالف للقيام بدوره المنشود في رد الظلم ودفع العدوان وحماية الأوطان ونصرة المظلوم ومحاربة الجماعات المسلحة التي استباحت الاعراض والممتلكات والمقدسات.
من خلال دراسة السيرة النبوية نجد أن هناك انتصارات تحققت من خلال القيام بوحدة إسلامية تكمن في التحالف وهناك نموذج يجسد الدور الإيجابي للقيام بمثل هذا الامر ويكمن في ميثاق التحالف الإسلامي الذي قام به النبي صلى الله عليه وسلم المتمثل في المؤاخاة بين المسلمين واستطاع بفضلها إيجاد وحدة إسلامية شاملة تقتضي التناصر والتعاون بينهم, قال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً)، فقد كانت هذه المؤاخاة سياسةً حكيمةً، وعملاً طيباً ذلل لكثير من الصعاب التي كان يواجهها المسلمون.
إن الدين الإسلامي على مر التاريخ أثبت أنه دين التسامح والمحبة والسلام وجمع الكلمة، فالإسلام حث على حسن الخلق ونبذ العنف والغلو والتطرف، وهكذا علمنا الاسلام ان نقف في وجه الظالم حتى يمتنع عن الظلم ونساعد المظلوم حتى ينتصر لحقه.
- - ماجستير تاريخ اسلامي