ليس للسعادة معيار واحد، أو حد معين تقف عنده، وتوصف به، فمن الناس من يرى سعادته بجمع المال وتكديس الأرصدة منه، ومن هم من يراها في الأولاد والبنين والزوجة الصالحة، و قد يحسبها بعضهم في التنقل والأسفار، وزيارة الديار، إلى غير ذلك من مقاييس السعادة وتعريفاتها لدى البشر.
وإلا فما معنى أن يعيش الأعرابي في الصحراء مسروراً هو وعائلته.
لكن السعادة الحقيقية هي بتقوى الله ورضا الوالدين ،والقيام بالواجبات الدينية الشرعية على أكمل وجه.
قال الشاعر العربي:
ليس السعيد الذي دنياه تسعده
إن السعيد الذي ينجو من النار
كما رآها شاعر آخر بنفس المنظار حينما قال:
ولست أرى السعادة جمع المال
ولكن التقي هو السعيد
وقد أجري استفتاء في احدى الدول الغربية على مجموعة عشوائية من الناس عن السعادة ،فجاءت أغلب إجاباتهم تحمل معنى واحداً يقول (السعادة هي العمل)
والمسلم سعيد في دنياه إذا كان قنوعاً عفيفاً مقدراً نعم الله عليه ،ففي الحديث الشريف (من أصبح آمناً في سربه معافى في بدنه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) وسيكون سعيداً في آخرته إذا رضي الله عنه وأدخله الجنة قال تعالى {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ} جعلنا الله وإياكم من السعداء في الدارين.
- بريدة