المؤرخ الدكتور أحمد الزيلعي وصف خلال حديثه لـ«الثقافية» أن فقد الدكتور عبدالله الصالح العثيمين، من الخسارات الكبرى في المشهد الثقافي عطفا على مكان ومكانة العثيمين العلمية والعلمية التي ستظل في ذاكرة مشهدنا الثقافي الذي ستظل إسهاماته مشرقة في صفحات منجزاته العلمية مؤرخا.. وإلى جانبها الأديب الشاعر.
وأضاف الزيلعي: ونحن نترحم على أستاذنا وشيخنا عبدالله الصالح العثيمين، لا نملك له إلا خالص الدعاء بالرحمة والمغفرة، وصادق المواساة لأهله ولذويه ولكل من عرفه من أصدقائه ومحبيه، فقد شرفت بالدراسة على يديه في مرحلة البكالريوس في جامعة الملك سعود، في السنة الرابعة الجامعية، إذ كان يدرسنا نصوصا تاريخية.
وعن الشمولية الفكرية والثقافية في مجالات عدة لعبدالله العثيمين التي يأتي في مقدمتها الجانب التاريخي، والأدبي، والثقافي عامة قال الزيلعي: ما يميز أستاذي العثيمين – رحمه الله - أنه إلى جانب كونه علما مبرزا في مجال تخصصه – التاريخ – إلا أننا كنا ندرس على يدي «شيخ» علامة في اللغة العربية وآدابها، إضافة إلى ما كان يتحلى به من صفات المعلم العالم المتواضع.
وعن محطة أخرى للزيلعي مع فقيد المشهد الوطني قال الزيلعي: سعدت – أيضا – أن أعمل إلى جانب أستاذي العثيمين، إذ كان بعد ذلك زميلا لي في مجال التخصص من خلال العمل الأكاديمي، ثم كان لي التعامل معه زميلا – أيضا – من خلال عملنا سوية في جمعية الآثار والتاريخ لمجلس التعاون الخليجي، إذ تميز خلال عضويته في المجلس بالإسهام والتفاعل وعدم الانقطاع عن اجتماعات الجمعية.
أما على المستوى الاجتماعي، والجوانب الإنسانية التي كان يتصف بها العثيمين قال الزيلعي: رجل فيه من الظرف واللطف الكثير،لكونه الأديب القريب من قلوب كل من عرفه، إذ يغمر كل من عرفه بحسن الخلق وطيب الجانب، وحسن التعامل، إضافة إلى جانب ما يتميز به من أخلاق الأدباء وطبع العلماء، فهو – أيضا – الشاعر الذي لم يتكسب بشعره، وإنما سخر شعره لقضاياه الوطنية والتاريخية، كما كان مؤمنا بقضاياه الوطنية، وقضايا أمته العربية والإسلامية، إذ تعبر قصائده عن ذلك خير تعبير.
أما فيما يتصل بجانب إسهاماته (البحثية) إلى جانب (الأكاديمية) في مجال التاريخ، أضاف الزيلعي: كان لخبرة العثيمين، وعمقه المعرفي والعلمي في مجال التاريخ الأثر البالغ على ما أسهم به من إشراف على البحوث العلمية، إذ كان له دور نوعي في هذا المجال انعكس على حضوره من خلال هذا البعد البحثي في مجال الدراسات التاريخية، إذ لا يمكن لكل من عرف تعليقاته على البحوث والأوراق العلمية التاريخية أن ينسى ما كان يضيفه العثيمين إليها من قيمة علمية بالتوجيه والتهذيب ولفت أنظار الباحثين إلى أنفس الأفكار فيما يلقون، حيث استفاد الكثيرون منه ممن تتلمذوا على يديه، أو جمعتهم به المؤتمرات والندوات العلمية التاريخية، إذ لا يمكن أن يعرف قيمة ما كان يوجه إليه العثيمين في هذا الجانب إلا المتخصصين، إذ كانت البحوث التي يشرف عليها، أو يشارك فيها بالرأي عادة ما تخرج بشكل علمي مختلف ومجود – أيضا – من حيث الشكل والمضمون.
واختتم الزيلعي حديثه، مؤكدا على ما تتميز به بحوث ومؤلفات العثيمين التاريخية، من عمق معرفي، ودقة في العرض، وجودة في التناول التي تجعل منها مرجعا أصيلا للباحثين في مجال التاريخ، خاصة في تاريخ المملكة، داعيا للفقيد بالرحمة والمغفرة، ولكل من عرفه بالسلوان.