قدّم الدكتور جابر عصفور عبر كتابه (رؤيا حكيم محزون) قراءات في شعر صلاح عبد الصبور..
وجاء في مفتتح الكتاب: عرفت صلاح عبد الصبور معرفة شخصية في سنوات السبعينيات وتزايدت هذه المعرفة إلى أن وصلت ذروتها مع مطلع الثمانينيات إلى يوم وفاته.
ويقول الدكتور جابر عن شعر صلاح عبد الصبور: إن العلامة الأولى التي يتميز بها الشاعر العظيم المجدد حقاً هي قدرته على تحويل المسار الذي قبله.
إنه يبدأ من حيث انتهى السابقون.. لا يسير في الطريق الذي ساروا فيه والذي لا يزال يمضي فيه معاصروه بل يختط لنفسه طريقاً جديداً ويقتحم بشعره فضاءات مغايرة.
فضاءات تحمل من غوايات التحول ما يغري الآخرين بالاتجاه إليها, والانجذاب إلى وعودها ولذلك فهو الشاعر الذي يغدو ما بعده مختلفاً عما قبله بل يغدو ما بعده منطوياً على وعود غواياته التي لا تكف عن إثارة من يدنو منها على امتداد الأجيال اللاحقة وما ذلك إلا لأن هذا الشاعر يبدأ بالمغايرة التي يشعر بها عميقاً.
وصلاح عبد الصبور واحد من الشعراء الذين لا يتكررون كثيراً في تاريخ الشعر فشعريته الاستثنائية أضافت إلى تجربة الشعر الحر التي مضى على بدايتها ما يقرب من قرن.