إعداد - محمد المرزوقي:
* كلما تحدثت أود أن أعبر سلفا عن التقصير، إذ من المرجح جدا، أن بعض من يسمع حديثي سيخطر بباله بيت ذلك الشاعر العربي الذي قال قبل أكثر من ألف وأربع مئة سنة:
ما أرانا نقول إلا معارا
أو معادا من قولنا مذكورا!
* كأن التاريخ يعيد نفسه في بعض الجوانب، هناك وعود من لا يشك في من يتصرفون وفي أذهانهم تحتل خدمة الصهاينة ما تحتل من مكانة! إضافة إلى مصالحهم الوطنية التي يمليها مزيج من عداءٍ واضح للعرب والمسلمين ونهم لاستغلال ثرواتهم!.
* تأتي كتابة هذه السطور وشهر رمضان المبارك.. وكان كاتب هذه السطور؛ وهو ما يزال طالباً في المرحلة الثانوية قد ابتهل إلى ربه بقصيدة عنوانها (في ليلة القدر)، وقد استهل أبياتها بقوله:
هي موعدي يا ربّ كم تاقت إلى لقياك نفسي
وكوى الحنين إلى لقاك مشاعري الولهي وحسِّي
لأزفَّ أشواقي.. لأبدي نبض أعماقي وهجسي
لأبثك الشكوى.. لأشرح فيض آلامي وتعسي
* أعتقد أن كل من لديه شعور صادق بانتمائه إلى الأمة العربية المسلمة، قد ذاب قلبه ألماً وحسرة عند رؤية ما ارتكبته قوى العدوان على العراق من جرائم التدمير والترويع والتقتيل والإذلال، لكن قدر الجيل الذي ينتمي إليه كاتب هذه السطور أن عانى من مشاهد النكبات تحل بأمته واحدة بعد أخرى، وقدر بلاد الرافدين بالذات أن عانت مآسي كل واحدة أنكى من سابقتها!
* «الانزلاق الإعلامي» مما أشرت إليه إلى إعلام عربي متخلف، محتوى وأسلوباً، يقلّد في أغلب الأحيان الإعلام الغربي المتقدم دون تحفظ أو روَّية، ومن ذلك تبنينا لتسمية منطقتنا العربية الإسلامية باسم «الشرق الأوسط»! بل إن قضية أمتنا الأولى - قضية فلسطين - أصبحنا نسميها تقليداً للإعلام الغربي، مشكلة الشرق الأوسط!.
* ما أطيب أن يقضي الإنسان إجازته في مسقط رأسه! ومرتع طفولته! وملاعب صباه! ولذلك لم يكن غريباً أني لم أفكر عندما كنت طالباً في جامعة الملك سعود أن أقضي الإجازة الصيفية أو إجازتي عيدي الفطر والأضحى إلا في ربوع عنيزة الفيحاء!.
و مازلت وقد مضى على تخرجي من هذه الجامعة العتيدة ما يقرب من نصف قرن، وتقلبت بي محطات العمر - أو تقلبت فيها - دراسة في بريطانيا وعملاً داخل الوطن العزيز، مازلت أفضل أن أقضي كل إجازة لي في ربوع تلك المدينة الجميلة الحبيبة إلى نفسي!.
* للإعلام أثره الكبير في المواجهة بين الخصوم، وللصهاينة قدرة فائقة على استعماله سلاحاً فعَّالاً لتحقيق مآربهم الآنية والمستقبلية، ولعلَّه أهم عوامل نفوذهم في الدول التي لها الصدارة في الوقت الحاضر، وفي طليعتها الولايات المتحدة الأمريكية، ذلك أنهم يسيطرون على كثير من الوسائل الإعلامية هناك؛ إضافة إلى نفوذهم الواضح في دنيا المال وصناعة السينما، لفاعليتها في نفوس الملايين، ومن قدرتهم الفائقة قلب الحقائق!
* تدفع بعض الكتَّاب - أحيانا - حماستهم لفكرة معيَّنة إلى تعميم أحكامهم على أمر من الأمور لإثبات صحة تلك الفكرة! ولو تأمّل أحدهم حكمه تأمُّلاً منصفاً لما عمَّم هذا الحكم، وموقفهم هذا شبيه بموقف فئة من المستشرقين الذين يعتمدون على روايات ضعيفة، ويهملون الروايات التي هي أقوى منها! للبرهنة على ما أرادوا سلفاً تقريره من آراء وأحكام، وكما يحدث ذلك من بعض الكتَّاب يحدث – أيضاً - من بعض المتحدِّثين في المجالس الاجتماعية ذات الصبغة الثقافية!.