الجزيرة - أحمد المغلوث:
جميعنا كمسلمين تعلمنا ومنذ الصغر أهمية «يوم الجمعة» لا لكونه من أعظم الأيام عند خالقنا عز وجل فحسب وإنما لمزاياه العديدة. التي لا تعد ولا تحصى كما يقال .. و التي من أهمها اعتباره يوم عيد. فيجتمع فيه المسلمين في كل مكان في العالم في الجوامع والمساجد الكبيرة لتأدية فريضة صلاة الجمعة جماعة .. هذه الصلاة التي خصت كما يؤكد علماء الدين: من الاجتماع والعدد المخصوص واشتراط الإقامة والاستيطان. والجهر بالقراءة.. وخصت السنة النبوية أيضا صلاة الجمعة بالحث على الاغتسال لها. والتطيب لجمعها، كما جاء الترغيب الشديد في التبكير لها، وترتيب الأجر العظيم على المشي إليها. وما ورد من أحاديث النّبي عليه الصّلاة والسّلام في هذا الشأن، فقد ورد عن النّبي الكريم أنّه قال الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر، وفي الحديث كذلك من اغتسل يوم الجمعة وغسّل وبكّر وابتكر ودنا واستمع وأنصت كان له بكلّ خطوةٍ يخطوها أجر سنةٍ قيامها وصيامها، لذلك حرص النّبي عليه الصّلاة والسّلام على إرشاد المسلمين إلى جملةٍ من الأحكام في صلاة الجمعة ومنها النّدب إلى التّطيب واتخاذ اللباس النّظيف والذّهاب مبكّراً إلى صلاة الجمعة، وكذلك أن يراعي المسلم آداب صلاة الجمعة حتى لا يضيع ثوابها منها أن يستمع إلى خطبة الجمعة بدون أن يتكلّم فيها فمن تكلّم فقد لغا، وفي الحديث من قال لأخيه يوم الجمعة أنصت فقد لغى.
وفي يوم الجمعة وبعد العودة من الصلاة المباركة اعتاد الناس وحسب ظروفهم وأماكن تواجدهم للاجتماع في بيت كبير العائلة او مجلس الأسرة في حالة وجود مثل هذه المجالس .. وما اكثرها في مجتمعنا السعودي والخليجي بشكل خاص والعرب والمسلمين بشكل عام. فأنت ترى في هذه «الجمعة» الطيبة واللقاء الأسري الحميم .. روعة الالفة والمحبة ليس بين أفراد الأسرة أو القبيلة وحدها وإنما تشمل كل من يتردد على هذه المجالس من المعارف والأصدقاء الأوفياء والجيران الأعزاء وتبادل وجهات النظر المختلفة حول ما يدور هنا أو هناك. وعلى أصوات احتساء القهوة و الشاي تدور المناقشات والأحاديث سمها ما شئت عن أحداث الساعة والمستجدات من أخبار وحكايات. بدءا ما سمعه بعضهم من خطبة الجمعة في هذا الجامع أو ذاك .. أو أهم ما تبثه وكالات الأنباء والأخبار ولاشك أن هذه الأحاديث التي تدور في هذه المجالس تتحدث بصدق وشفافية .واعتاد البعض من هذه المجالس تقديم طعام الغداء. على شرف أحد كبار الزوار. أو ضيوف المجلس .. وفي العادة هناك من يقضي جزءا من يوم الجمعة. في التوجه مع أسرته للنزهة والاستمتاع ببعض الوقت في الأمان التي وقع عليها الاختيار. و هناك من يشد الرحال للقيام بواجب الزيارة لمعارفه وأقاربه القاطنين في مدن أخرى .. لتأكيد العلاقة وصلة الرحم .. وكل جمعة وأنتم بخير ..؟!