فهد بن جليد
اختيار المسلمة المُحجبة (نادية حسين) لصنع كعكة (عيد ميلاد) ملكة بريطانيا، بحضور الرئيس الأمريكي (بارك أوباما) كان أمراً لافتاً، ففيه (رمزية) كبيرة جداً، ورسالة أن بإمكانك التميز والنجاح في المجتمعات التي لا تنظر إلى أصولك، وبالتالي لا تشعر فيها بأي تفرقة (عنصرية)!.
المجتمع البريطاني تقبل (الطاهية السمراء) التي فازت بلقب (ملكة المخبوزات) والتي تنحدر من أصول بنجلاديشية، لتميزها وصعود نجمها، وبتصويت 13 مليون مُتابع لها، دون النظر إلى أصولها الآسيوية، حتى قدمت (أمس الأول) كعكة (عيد ميلاد) الملكة، هكذا هي المجتمعات الغربية، أو على الأقل ما نعرفه عنها، لا أحد يبحث عن جذورك أو أصولك أو يتعامل معك وفقاً لعرقك أو مذهبك أو دينك، فالكل يتعامل معك تبعاً لشخصك!.
هذه (حياة ساحرة) وحالمة بحق، مُقابل ما توصف به المجتمعات القبلية أو الأسرية في (العالم الثالث) من تفرقة عنصرية، في ظل ما تنشره وتدعمه وسائل الإعلام، وتردده شبكات التواصل عنا، حتى تشرّبنها (حقيقة)، وبتنا نبحث عن أي تصرف أو موقف يحدث في مجتمعاتنا، لنطبق عليه، ونلبسه، نظرية (العنصرية البغيضة).
يبدو أن الحقيقة (غير مُكتملة) أعلاه؟!.
لن نتحدث عن معاناة بعض الأقليات في أمريكا أو المجتمعات الغربية؟ فقط لننظر إلى (سنابات) و(حسابات) مُبتعثينا في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديداً في ولاية (إيداهو)، لنعرف هل (للعنصرية) وجود في تلك المجتمعات أم لا؟ من خلال تلك المشاهد المُفزعة، والمُستفزة لأشخاص مجهولين تجاه أبنائنا وبناتنا!.
صحيح أن النظام والقانون لا يسمح بمثل هذه التصرفات، مع اعتقال السلطات (لشخصين) يشتبه في تورطهما بمثل هذه الاعتداءات العنصرية على الطلاب السعوديين والخليجيين والعرب، المُمارسة (العنصرية واحدة) في كل المجتمعات؟.
لسنا في حاجة (لخطاب مظلومية)، مُقابل سلامة أبنائنا في مجتمع يرفع (لواء الحرية)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.