أبها - عبدالله الهاجري:
دعا صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير شباب الوطن إلى المساهمة في تحقيق الرؤية الشاملة والمتكاملة -التي تعد الخطة التنموية الأكبر في تاريخ المملكة-، مؤكداً سموه أن هذه الرؤية تجعلنا أكثر اطمئناناً على حاضر هذه البلاد، ومستقبلها وأقوى تصميماً على تحقيق أهدافها في ظل قيادته الحكيمة؛ كما دعا الخريجين إلى التمسك بالعقيدة، والحذر من المؤثرات الخارجية.
وخاطب سمو أمير منطقة عسير أبناءه من طلاب وطالبات جامعة الملك خالد بقوله: خدمتكم في أي مكان وأي مدينة أو أي قرية من أرجاء هذا الوطن شرف لا يضاهيه شرف، فيدٌ تبني، ويد تدافع في وطن بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك العزم والحزم، وشابين عظيمين هما صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد، وصاحب السمو الملك الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سموه في حفل تخريج الدفعة الـ18 لطلاب وطالبات الجامعة، والبالغ عددهم من 10633 طالباً وطالبة وذلك مساء أمس الأربعاء.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله إلى الأستاد الرياضي بالمحالة معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود، ومجلس الجامعة، وعدد من منسوبيها. وقد ألقى مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود كلمة رحب فيها بسمو أمير منطقة عسير راعي الحفل وبكافة الحضور من أصحاب الفضيلة والسعادة وآباء وأمهات الخريجين؛ وقال: أهلاً بسموكم الكريم داعماً، ومشجعاً، وبالحضور الكريم لتخريج هذه الكوكبة من أبناء الجامعة ومشاركتكم فرحتهم؛ فسموكم الداعم والمشجع والمتطلع، وها هم أبناؤك يسعدونك بتخرجهم وتفوقهم ويعدونك بأن يكونوا لبنة خير وبركة في مسيرة تنمية وطنهم المعطاء.
وهنأ الداود الآباء بجني ثمرة الجد والاجتهاد لأبنائهم، وأضاف: أهنئكم بهؤلاء الأبناء ثمرة الجد، والاجتهاد الذين تسعدون بهم لخدمة دينهم ووطنهم وولاة أمرهم، فالشكر لكم على حسن تربيتكم وتعليمكم حتى تحقق هدفكم. ووجه الداود كلمة للطلاب الخريجين مبيناً من خلالها سعادته الغامرة بهذا اليوم الأغر، وقال: أباهي بكم القريب والبعيد، ونهنئ أنفسنا والوطن بكم وأهنئكم بوطنكم وقيادتكم، الذي أعطاكم، ودعمكم فردوا الجميل بأمانه وإخلاص.
وأضاف: كونوا قدوة صالحة في مجتمعكم فبكم يرتقي الوطن، وفيكم الأمل والرجاء فكونوا على قدر تطلعات الملك سلمان الحزم والعزم فأنتم أمل خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية عام 2030م، واحذروا أصحاب الفكر الضال، وخذوا بالوسطية والاعتدال، فهو منهج دينكم الصحيح وثقوا بقيادتكم وقفوا معهم ضد أعداء الفكر والدين والوطن فأنتم الوقود الحقيقي لسير هذا الوطن المعطاء.
واختتم الداود كلمته بالشكر لله سبحانه وتعالى، ثم لقيادتنا الرشيدة، ولسمو أمير منطقة عسير، ولمنسوبي الجامعة ولجميع أولياء الأمور، والحضور الكريم، ولمنظمي الحفل، وللرئاسة العامة لرعاية الشباب على تعاونهم في استضافة هذه الاحتفالية، منوهاً بأنه وسط هذه الفرحة يجب ألا ننسى إخواننا الجنود المرابطين من الدعاء لهم بالنصر، والتأييد والترحم على شهدائنا، والدعاء بالشفاء لجرحانا وأن يديم عز هذ الوطن وأمنه في ظل قيادتنا الحكيمة. تلا ذلك مشهد لآباء كانوا يعملون في قطاع الدولة أوضحوا خلال هذه الأعوام التي عملوا خلالها من أجل الدين، والملك، والوطن، وقد أوضح الآباء أنهم خدموا الدولة في مجالات شتى والآن نفسح المجال لكم. بعد ذلك أعلن عميد القبول والتسجيل الدكتور سلطان آل فارح النتيجة النهائية للخريجين، وهنأ فيها كافة الخريجين، والخريجات الذين ارتبطوا بهم منذ التحاقهم بالجامعة حتى اليوم راجياً لهم مستقبلاً مشرقاً.
وأوضح أن عدد كافة الخريجين لهذا العام بلغ (10633) طالباً وطالبة، منهم (905) طالب وطالبة لدرجة الدبلوم دون الجامعي، كما بلغ عدد الطلاب والطالبات للبكالوريوس (8278) وفي الدراسات فوق الجامعية حصل (600) طالباً وطالبة على درجة الماجستير، وحصل (79) طالباً وطالبة على درجة الدكتوراه، وبلغ خريجو درجة الدبلوم التربوي (500) طالباً وطالبة، وقال: اسمحوا لي من هنا وبكل اعتزاز أن أنشر الخبر وأنثر الورد محملاً بالتهنئة لأمل الغد ونجوم جامعتنا المضيئة جامعة التميز والريادة جامعة الإصرار والعزيمة الجامعة التي نسعى جميعاً أن تصل إلى القمة.
وأكد آل فارح أن عمادة القبول والتسجيل رافقت الطلاب في رحلة النجاح التي صنعوها لأنفسهم ووطنهم خطوة بخطوة منذ استلام قرار القبول وحتى استلام وثيقة التخرج قدمت خلالها خدماتها عبر أكثر من 250 خدمة إلكترونية، وعن طريق عدد من الوسائل والوسائط الرسمية والاجتماعية.. وأردف: انطلقوا إلى ميدان العمل الفسيح بكل همة وكونوا خير سفراء لجامعتكم وردوا شيئاً مما قدمه لكم هذا الوطن العظيم.
عقب ذلك شاهد الجميع فيلماً عن رحلة طالب متخرج، من إخراج محمد أحمد الكعبي، وسيناريو الدكتور ناصر قميشان، وبطولة الطالب عبدالرحمن قطومة، ودارت فكرة الفيلم حول طالب مجتهد انتقل من مرحلة الدراسة الثانوية إلى المرحلة الجامعية، بعد ذلك تأثرت أفكاره بعد دخوله لمواقع إنترنت، وبعض الحسابات المنحرفة فكرياً التي كادت تنهي حياته، وكان له أخ ضمن المرابطين على الحد الجنوبي، وشاء الله أن يستشهد على الحد مما جعل الطالب يعود إلى رشده ويندم على متابعته لمثل هذه الحسابات والمواقع المنحرفة، واستطاع أن يعود لحياته من جديد، ويلتفت إلى دراسته، لينهض مجدداً ويلقي كلمة الخرجين بأربع لغات هي (اللاتينية، والفرنسية، والإنجليزية إضافة إلى العربية)، قال فيها: نعم نحن نجوم هذه الليلة، ونحن فرسانها، وفارساتها، فبعد سنين من الجد، والاجتهاد، والمثابرة، ها نحن الآن على مشارف التخرج، فلك ربي كثير الحمد وكثير الشكر.
وأضاف: نحن اليوم على مشارف التخرج، وغداً سنكون في ساحات العمل، لذا أوصي نفسي، وإياكم بأن نراعي الأمانة، والإخلاص، وأن نكون عامل بناء ويد عطاءٍ، وقيمةً مضافة لنرتقي بهذا الوطن الغالي في جميع مجالاتنا، وتخصصاتنا، وأن نحرص كُلّ الحرص على الإتقان في العمل بما أوتينا من علم ومعرفة ومهارة.
كما توجه بن قطومة بالشكر لمن بذلوا الغالي، والنفيس في سبيل أن يصلوا لما هم عليه الآن، فهي موجهةٌ لكل أبٍ، وأمٍ كانوا، ولا زالوا جزءاً مهما في منظومة نجاح أبنائهم.. وأردف: لا خير فينا إن لم نعترف بفضلهم، فشكراً آباءنا وأمهاتنا على كل شيء، على العمر الذي أفنيتموه في رعايتنا، على الجهد المضني في تربيتنا، على المال المبذول في سبيل توفير احتياجاتنا، شكراً بحجم السماء، والشكر لا يكفي، فجزاكم الله عنا خير الجزاء ورحم الله من هم تحت الثرى منكم.
كما بيّن في نهاية كلمته أن الطلاب عاقدون العزم على أن يكونوا أوفياء لوطنهم وقيادتهم ويسعون لمجدة ورفعته وأنهم سيسهمون في أن يكون هذا الوطن في مصاف العالم الأول بعقيدة راسخة، وهمة لا تلين، وقريباً سيرى العالم وطننا شامخاً -بإذن الله-.. وفي نهاية الحفل سلم سموه الشهادات لأوائل الخريجين؛ ثم تسلم سموه درعاً تذكارية من مدير الجامعة.